حتى مشارفك القصية |
أحمل فوق رموشي تعب المسافات.. وعلى شفتي تجمعت حكايا الهيبة! |
من زمن لم يهطل المطر... |
من زمن - أيضاً - وأنا أسرق المطر من عينيك.. قطرة، قطرة. |
أتلفت نحوك.. أصغي: |
في اللحظة التي تعاملين فيها تلفتي وإصغائي بقهقاتك الموجوعة.. |
ثم.. تذوبين حزناً وأسى، وامتداداً في صدري! |
في كل يوم جديد... |
أرحل إلى خيالاتك المذعورة من تحديقك في سأمك.. أخاف عليك من السقوط في اعتيادية الأشياء! |
* * * |
في كل يوم جديد... |
تعبرين الممر الطويل في أعماقي! |
واكتشفت أنك نزاعة إلى هذا العبور الدائم والمتردد.. فلا تبقين في مكان، ولا تسمحين لصوتي أن يسكن مكان خفقك الواحد! |
تريدين أن تأتي غريبة، وتغيبي في عودتك! |
وأريد لك أن تعودي من غربتك.. حيث صدقي يزهرك! |
* * * |
أيامي بدونك عطشى... |
وأنت تصرين إلا أن تكوني: كأساً من ماء البحر. |
وأشرب قطرة من المطر المسروق.. أرتوي. وأفرد قلوع مركبي، وأجدل رموش عيني: ضفيرة، ضفيرة.. تمسكين بها وتحملك إلى مركبي! |
لكنك... تهربين إلى قاع البحر في كل مرة... |
وخلفك.. تكبر حلقات الماء على وجه البحر، وتسافر حيرتي إليك. وتمتلئ الشطوط الغافية في انتظار الفجر بابعاد هذا السؤال المغنَّى: |
ـ ((شايف البحر شو كبير))؟! |
ويكبر ((الحلم)).. يكبر، حتى يتبلور منه وجهك! |
* * * |
أنت مخيماتي المضروبة على صدر أيامي.. ولم أتقدم للاختباء فيها من هجيرة الزمان، ومن حرارة النوى! |
إن أبوابك تستقبل الريح والشمس.. ويتحول الحب خوفاً، فينطفئ وهج النجوم على حفافي الأنهار البعيدة. |
أنصت إلى قهقهاتك الحزينة الموجوعة التي ذوبها السأم.. فإذا بها تتمدد في صدري، تشبثاً بك! |
* * * |
مضى زمن هرقلي.. والانطباع طريد الانتظار، والانتظار يتحول إلى حياة.. نفسي أنها تأثرية، أكثر مما نريد لها أن تكون صميمية. |
كل النجوم المزروعة على الدروب.. أسألها عن ضيائك! |
حينما أتطلع نحوها.. لا أعنيها باهتمامي ووقوفي، لكنني أفتح صدري لشعاع نجمة ثابتة في الشمال.. مغطاة بالضباب حيناً.. مرتعشة بحبات الغيث حيناً آخر. |
إنها تلك التي تمنح نورها.. في ليلة آتية، تكون هي ملك اللقاء وحده! |
* * * |
هذه البوابة كبيرة.. كبيرة! |
مع ذلك.. أستطيع أن أتأمل ضخامتها، وأفكر: كيف يكون فراغ الضخامة في انتظار الحزن السعيد؟! |
ولقد تعبت.. أغرقت آلاف الصور! |
ولقد وقفت.. حشد من الأحلام. دفق من الأحزان والكلمات.. أنمو من جديد. أرتقي حتى مشارفك القصية! |
* * * |
|