بحرك وشطآني |
أحفر صوتي في قصائدك المجروحة بالغربة! |
اشتريت الضحك بلحظات وقتية.. كنا فيها نعي فقدان الشوق، كانت اللحظات تنبش في وريد العجز، وتدخل بنا إلى صدى خفقاتنا! |
* * * |
بعت حزني للصدى والظل، والأماكن الغريبة! |
كانت السماء تمطر ليلاً.. وكنت أنادي على قرونك الأسطورية! |
وعندما اعتزمت على الهرب منك.. من أوقاتك التي رصدتها ((مؤقتة))، ومن زمانك الذي نفيتني منه، ومن لغتك التي ضننت بترجمتها.. وجدتك - رغم ذلك - تعيشين داخل أعماقي، وأغني: ((أيوه.. قلبي عليك التاع))!! |
صار هروبك.. هو وقت صحوتي.. بعد أن كان قدومك هو مطر صحوتي. |
صار زمانك.. هو قرار اختفائك.. بعد أن كان طلوعك هو ملكية زماني. |
صارت لغتك.. هي ثورة غضبك.. بعد أن كان حنانك هو حضارة لغتك! |
* * * |
لأنك تعرفت على ساعاتك.. فقد هزمت بذلك: ضوئي، وجنوني بك. |
انهمر غيابك يغمر ركضي. صرت ألتجيء إليك من إبحارك، ومن انهمار غيابك. |
صار قدومك إلى خفقي.. دائماً هو الذي يتأتى، ولا يأتي! |
* * * |
وذات يوم.. نزل التشقق في أحداقي بعدك! |
وجدت كل الصور تبدو ممزقة.. لكني كنت ابتدع وقوفاً مميزاً بالحزن، وأرتمي في قيظ برودك.. كأنني أنتزع النبض من الدماء.. كأننا أصبحنا نتواجد معاً على شطآن انبساط الملح: ((بلا حزن على الماضي))! |
صرت أردد ما تفاءلنا بغنائه ذات مساء معاً: |
ـ ((لم يكن وهماً هواك.. ولم يكن وهماً هواي! |
إن الذي حسبته روحك قد تبعثر في خطاي.. |
ما زال طفلاً صارخاً، جوعان.. يرضع من دماي))! |
* * * |
وجدتك ذات مرة.. وأضعتني كل مرة! |
كان ينبغي - إذن - أن أتوقف، لأتساءل.. لأفهم... لأمتلك جانباً من وضوحك المتواري خلف ضحكتك المؤقتة! |
كان ينبغي..! |
لكنني اكتفيت بـ ((ذات مرة)).. فقد أصبحت جزءاً فيك. وأنت.. ذبت جزءاً في كياني! |
* * * |
وركضت وراء كلمات أغنية صيف.. فهل هناك أيضاً: حب صيف؟ |
ـ ((ماتت الشمس. مات الصيف عندما تركتني! |
الحب، والشمس، والبحر.. سيان. الظلال في حياتي والمطر.. سيان))! |
كنت أهرب إلى البحر من صمت المساء الوافد بكل انفعال طقسه.. بكل افتعال هروبك وضحكتك وتعذيبك! |
عندما تتركنا معانينا التي نحبها.. عندما تضيع منا الأحاسيس الأصدق.. فلا صيف ولا قمر!! |
الفصول.. معانيها من ذخائر النفس.. من العطاء، أو من الفقد! |
* * * |
وإذن.. مغرورة هذه الحروف التي ابتكرت لها أجنحة! |
مسافرة إليك هذه الحروف.. أعطيتها حريتها، وحزني.. وعادت إلي تخبرني: أنت لست موجودة، ورأتك! |
وهكذا.. أصبح في مقدورك أن تقتلي أحاسيسي، بل أن ترفضي فقط.. وحينذاك: تفقدين راحة النظرة إلى بحرك، وأفقد أنا شطآني!! |
|