عطر أنثى المطر |
يا عروس الخرافة: |
ترى.. متى يبكي الرجل؟! |
كيف تنظر أنثى ممطرة إلى دموع رجل تعب من رسم الصور.. هذه المتعثرة بالاستفهام وبالتعجب؟! |
ترى.. ما لون الدمعة؟! |
ما طعمها، ما حجمها، ما مساحتها المناسبة من الوجه.. |
حتى تسقي هذا الجدب بين الضلوع؟! |
فكيف تتحول قطرة الدمع إلى حبة غيث.. ما يلبث أن ينهمر؟! |
فإذا الغيمة.. تتدفق مطراً يلمس الأرض العطشى.. ويزهر العشب الأخضر.. جاذباً يطلع زهرة، وتلك الزهرة: أنت! |
* * * |
أحكي لك ((حدوتة)).. تتناقلها الصبايا عند العين.. تقول: |
ـ فاح عطر الصبية.. |
كانت تعبر أمام شاب يسوق أغنامه.. |
شال العطر أعطافه.. ورماها على الدرب: |
خطوة وراء خطوة.. في أثر الصبية العطرة! |
أصبحت أعطاف الشاب ظلاً لخطوات الصبية. |
غابت - الصبية - فجأة - في منعطف.. |
لم تكن هاربة منه.. |
كانت هاربة به إلى الحلم.. |
كان يركض خلفها.. يناديها: |
ـ تريثي.. تريثي.. انتظريني! |
كانت تتلفت إليه.. تحذره أن يلحق بها! |
* * * |
سأل الفتى أعطافه: |
ـ كيف تتخلين عن الصبية؟! |
قالت أعطافه: إن خطواتها قصيرة، ومنعطفاتها كثيرة! |
هي لا تريدك أن تسقط من أجلها في بداية الدرب. |
هي تناديك.. تحياك! |
أنت ملزم بأغنامك.. بهذا السرب من ورائك! |
وهي لا تطيق أن تضيعك! |
* * * |
عطر الصبية يفوح.. ينتشر: |
في السهول، والوهاد، والقمم. |
ألقى بدلوه وأخرجه.. فإذا هو مليء بالعطر.. عطرها! |
فهل يروي أغنامه من العطر؟! |
* * * |
إنه بدمعه يجسد التخيل.. |
وهي بركضها تبتكر النتيجة! |
ويضيع النداء في منتصف الدرب.. مبدداً في المنعطفات. |
واتسع تحديقه في لحظة التوقف هذه. |
رأى النبع أولاً! |
وكانت الشمس تميل نحو الغروب.. |
كانت الشمس تسقط خلف الأفق.. |
وكان الراعي يسقط.. خلف قلبه!! |
|