المطر يشعل القناديل |
السحابة - دائماً - عابرة يا حبيبتي.. لكن الكلمة الصادقة هي قطرة المطر. |
تدق رحم الأرض، وتسقي الجذور! |
قطرة واحدة.. تطلع بعدها ((النبتة)). |
هكذا أحسست بك: أول قطرة. |
كنت هذه ((الكلمة)) الصادقة التي أطلعت من داخلي هذا ((الميلاد))! |
وجاء تلفتي نحوك دفئاً كاملاً. منحتني أنت هذا الدفء.. |
كأنك قادمة من الغد! |
* * * |
أنت.. أبعاد حلم قديم.. صورته ورسمته بالكلمة! |
حتى تعبت، وتعبت، وتعبت... من طول بحثي عنه. |
أنت.. أذبت تعبي، كأنك ((جنية)) طلعت من بحاري. |
كأنك جئت من المفاجأة... مثل سر ثمين، وغالٍ! |
ويخلخلني التخيل بعض الوقت... |
لكنك - في كل وقتي - تطلعين هذه النبتة القادمة من الغد! |
* * * |
عندما توقفت أمام طلوعك.. تساءلت: |
ـ رأيتك قبل الآن.. أين؟! |
ربما داخل محارة. من خلال ألوان قوس قزح. في رعود تأذن للمطر؟! |
أنظري الآن إلى دمي... |
لا تقولي: كم هو حزين هذا المنظر! |
أنت الآن تجوسين ما بين ضلوعي.. تتكئين على عقلي، وتنغلين في شراييني! |
أنت أخذت مفاتيح عواصمي.. |
وبقيت في أعماقي: هذا الصمت الذي يصون نقاء الإنسان! |
فجأة... أنت أتيت، فأشعلت دمي! |
تلفت أفتش عن الحب في عالم اليوم.. |
رأيته في الخوف.. هو المد والجزر في البحار! |
* * * |
فرحت حين نظرت إليك... |
أنت ((الحلم)) الذي أغمضت عيني عليه.. وأشرعت خفقي! |
((الحلم)) الذي يحملني.. يطوف بي جزر الهناءة والوعد... |
كأنني طائر ((النورس))... وأراك أنت: الغدير. البحر. الهجرة. السماء الفسيحة! |
ألا ما أقسى الوردة حين ترصدها عينا ((ميدوزا))... |
إنها تتحول إلى ((حجر)).. لها شكل الوردة وملمسها صخري! |
هكذا يتحول الحب إلى حجر! |
* * * |
كنت أرى في حيويتك: الضوء والظلال.. |
أرى في عينيك: النهر والبحر.. الشروق، وظلال الأمسيات! |
أرى في وجودك بجانبي: الشجر والحقل. ((قمة الجبل)) والسهول الفسيحة! |
قبلك... كان الجميع في ذاتي يدور على أعقابه: |
ـ أنفاسي، ونبضي، واختلاجاتي.. وزوايا المساء المتشح بالضباب! |
* * * |
كنت أريدك أن تلمي زخمي، وانفلاشاتي.. هتفات صدري المنثورة.. |
أردت منك أن تأخذي ذلك كله إلى صدرك.. لأنبت فيه من جديد!! |
* * * |
أكون ((دماً)) في بعض المسافة إليك... |
أتدفق. أتخثر. ((أفور)) حيوية، وحزناً، وتعاسة، وصبابة! |
رغم ذلك.. لا أتساءل: كم أنا حي؟! |
|