فاطمة المقتولة/لا تعترف |
((فاطمة)) الثكلى، والمقتولة: |
تنعي للحرية.. للوطن المجروح: حماها! |
تنعي للعالم. للإنسان. رجلاً كان يدافع عن إيمان. جندياً في جيش التحرير الوطني. رمز نضال لم يتعب من قنبلة الحقد.. ولا من موت بالغربة! |
((فاطمة)).. كانت تسكن ((تونس)).. في رحلة تشريد عن موطنها. |
تنجب طفلاً.. من ((أمل)) العودة للقدس.. |
تحضن زوجاً.. يتلفع بالصمت، وبالموت.. |
تحمل وطناً.. في أعماق فؤاد ينزف. |
والنزف.. تحول في الصدر: قضية! |
* * * |
من يرجع وطناً منسياً.. من طغمة حقد صهيونية؟! |
من يصرخ في وجه القوة.. صرخة فعل ثوري ضد القتل، وسلوك الهمجية؟! |
من يزرع زهرة.. شتلة حب تطرد ((حنظلة)) سوئية؟! |
* * * |
((فاطمة)) الأم لأطفال فلسطين.. الأم لأبناء سفحوا الدم المقهور! |
تصرخ ((فاطمة)) في هجمات الهول.. التدمير. |
تصرخ ما بين الأنقاض.. الجثث.. الخدعة! |
عدسات الصحف تصورها، متلاحقة.. تلتقط ملامح هذا الوجه المكلوم. |
هنا وطن.. يتحطم ثانية، في شبر من أرض: أضحت رمزاً لكفاح يتخثر ما بين خلاف، وطنين! |
* * * |
((فاطمة)).. تتلفت بعد القصف، وتنعي أشجار الزيتون! |
تنعي ((فاطمة)) مؤتمرات سلام في قاعات العالم.. في مسرح قهر وجنون! |
يا قاعات العالم.. من يحمي أطفال الحرية، والمدنية؟! |
من يمنع إطلاق رصاص الغدر على الإنسان؟! |
((فاطمة)) تتلفت بعد القصف، وترفع ((مصحفها)) فوق الأعناق. |
ترفع ((فاطمة)) شرعتها، وتنادي العالم.. تصرخ.. تتساءل: |
ـ من قتل الزوج، الأب، الوطن.. بقنبلة صنعت ضد الحرية؟! |
لا أحد يرد سؤال الثكلى، والمقتولة! |
لا أحد يضئ الأعماق. |
لا العالم موجود. لا الحق.. ولا شيء ينافي العبثية! |
ضمير العالم في جولات القتل.. رهين بالقوة. |
والقوة في أوجاع الإنسان العربي.. حكايات للأسطورة! |
* * * |
((فاطمة)) تركض.. تركض.. غربة! |
تحضن ((فاطمة)) طفلاً.. يعرف يوماً من قتل أباه. |
تحضن ((فاطمة)) أملاً.. ينبعث من الصبر، وينطلق غداً نحو القتلة.. |
يرجع وطناً من سجف الظلمة. |
* * * |
((فاطمة)).. لا تعترف بقتل الحق! |
((فاطمة)).. لا تعترف بقتل الحق! |
لا تعترف بقتل الحق... |
لا تعترف... |
بقتل... |
الحق!! |
* * * |
|