شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ أحمد محمد جمال ))
ثم تحدث بعد ذلك فضيلة الشيخ أحمد محمد جمال بهذه المناسبة فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، نحمد الله تبارك وتعالى حمداً طيباً مباركاً فيه، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد.
- فكما تعلمون أيها الإخوة: العلماءُ فريقان فريق تعلّم ليُعلِّم كالشجرة تنبت لتثمر، وفريق حفظ العلم في صدره ولم يَجُد به على غيره أو لم يقف موقف العالم الناصح فيما تعلمه بين الكبراء والسادة.
- الشيخ محمد علي الصابوني من الفريق الأول فريق العلماء المثمرين المنتجين، فريق العلماء الجريئين الثابتين على مبادئهم لا يبالون بمن خالفهم أو بمن عارضهم، وكما أشار الدكتور محمد عبده يماني إلى أنه لقي عنتاً عظيماً وصبر على هذا العنت. الواقع أن هذا الصبر على العنت من شأن العلماء الصلحاء الثابتين على مبادئهم الذين يمثلون قول القاضي الجرجاني عندما حاول بعض الناس أو ظن هو أنهم يساومون في علمه فقال في ذلك قصيدة أحفظ منها أبياتاً:
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة
إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعُظِّما
 
- إلى آخر القصيدة، المهم أن فضيلة أستاذنا صديقنا حبيبنا الشيخ محمد علي الصابوني من فريق العلماء الأجرياء في الحق الصابرين على ما يلقى في سبيل هذا العلم من متاعب ومصاعب، وهذا شأن العالم المؤمن الذي لا يبالي بما يلقى في سبيل علمه وتعليمه وهو كما أسلفت عالم مثمر نشط نشاطاً طويلاً مديداً في تأليف الكتب العلمية وفي إلقاء المحاضرات وفي المشاركة في الندوات والأحاديث في الإذاعة وفي التلفاز ودورات ومؤتمرات رابطة العالم الإسلامي وقد زاملته في بعضها في بعض دول آسيا وأفريقيا، فالأستاذ الصابوني يستحق هذا التكريم وفوق هذا التكريم لأنه من العلماء النادرين.
- نحن المسلمين في مجتمعاتنا اليوم نفتقد أمثال العلماء الأجرياء لو أن علماءنا نصحوا وجرأوا في كلمة الحق لما تخلف المجتمع الإسلامي كما نرى. نحن في مجتمعاتنا الإسلامية في حاجة إلى من يقول كلمة الحق ولمن يدلي بنصيحة خير، لذلك سررت كثيراً بتكريم الأخ الفاضل عبد المقصود خوجه لفضيلة العالم الشيخ محمد علي الصابوني، لأنه كما قلت من العلماء المثمرين الصابرين على ما يصادفون في طريق جهادهم الفكري من عناء. والجهاد -كما تعلمون- ليس هو الجهاد بالسيف فحسب وإنما هو جهاد بالعلم وبالقيم وباللسان كما جاء ذلك في حديث صحيح يرويه أبو داوود: "جاهدوا المشركين بأيديكم وأموالكم وألسنتكم" فالجهاد ليس بالسيف وإنما بالقلم وباللسان، والعلماء المجاهدون بأقلامهم وألسنتهم ربما فاقوا المجاهدين بأسلحتهم أجراً وثواباً وأداء للواجب في المجتمعات الإسلامية أو الإنسانية مطلقاً.
- يسرني جداً أن أشارك في تكريم الشيخ الصابوني وأدعو الله أن يجزيه عن العلم الذي بثه ونشره في مؤلفاته وفيما اختصر من تفسير للإمام الحافظ ابن كثير والإمام الطبري، ولما جمع من صفوة التفاسير مجموعة عظيمة جداً وقيمة لعلماء مفسرين جمعها في كتاب من ثلاثة أجزاء أسماه "صفوة التفاسير" هذا أيضاً مما يقرب ويعين الطلاب على مراجعة ما جاء في هذه التفاسير العظيمة التي لخصت في كتاب واحد، إلى جانب مؤلفاته في علوم القرآن وفي علوم الحديث النبوي فجزاه الله خيراً عن كل هذا الجهاد العلمي وهذا الجهاد الفكري وبخاصة في مجال التربية والتعليم، فهو -كما تعلمون- أمضى أكثر من ربع قرن في كلية التربية وكلية الشريعة بمكة فندعو الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يجزي أيضاً أخانا وحبيبنا عبد المقصود خوجه على ما يؤدي من واجب هذا التكريم نحو الأدباء والعلماء والمفكرين ورجال الاقتصاد والتربية والتعليم، وأحمد الله تبارك وتعالى، وأسأل الله أن نلتقي دائماً على خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :632  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج