رحيلي الدائم/إليك |
لا تدعيني - هنا - أفلسف امتنان الصمت لهذه الوحدة المبتلة بالدموع! |
لا تدعيني - هناك عندك - أقهر الآهة التي جرحتها قسوتك.. فقرحها حنين المسافات، والزمن! |
تركتك حزناً.. وتركتني حسرة! |
بذرتك في تربتي.. كما تبذر الآهة في صدر الكليم الضائع! |
بغير الآهة ما جدوى أن نحزن يا صغيرة؟! |
بغير الحزن.. وما أسخف أن نضاجع ابتساماتنا البلهاء بكلمة فرح منسربة.. لا تقوى على النهوض، ولا على البقاء فوق الشفاه؟! |
تركتك آهة مغرورة.. تكبر، وتنشرخ، وتحرق السحر! |
* * * |
تركتني غضباً يحتد على النقاء.. يجرح المودة الصادقة! |
تركتك ((فصلاً)) يتوتر في الريح.. ويريد أن يتفرج على الدنيا! |
زرعتك على شفتي.. وتمددت قسوتك تجففهما! |
اقتنعت أن المواكبة في الحياة.. لها قوائم من الألم ومن المسرة. |
المهم ألاَّ نطعن صدقنا. |
والأهم: أن لا نقتل الفرح في لحظة ميلاده! |
* * * |
نحن في عالم.. تنتعش فيه محاورات الإنسان لعوامل ((التبدل)) السريع والتعرية للنفس!! |
عندما لا أجدك.. وأيضاً عندما أجدك في مواجهتي بدون سياج: أراك سريعة التبدل، مثل شمس الشتاء البارد.. تطلع وتغيب في لحظة! |
فمتى نوّهت لك عن بادرة كانت؟! |
رأيتك - يا سيدتي - تفصلين المرغوب عن المتألق في الأعماق! |
رأيتك تجادلين ((تكتكة)) الساعة حول معصمك.. وأنت لا تجيبين متابعة خطوات عقربها! |
رأيت ((ساعتك)) تتوقف، وتنظرين إلى محيطها باللامبالاة! |
وأنت.. اكتشفت أنك لم ترى شيئاً بعد من محيط زمني فيك! |
* * * |
أكره أن تصفيني بالغرور! |
يحلو لي أن أصفك ((بالصلف)) العاطفي. تملكين وجداناً شديد الصلف يتكبر حتى على خفقات قلبك، ويقتلك في اليوم مئات المرات! |
* * * |
ميلاد الحنين لك لا يتوقف عندي.. إنه يوقظ في نفسي المسافات، والزمن والرؤية! |
دأب الوجع الذي رماني به غضبك المفتعل.. |
وأجراس الوحدة في ليلة غاب عنها همسها، واختفى منها وجهك.. |
وتلك اللمعة الفضية التي كان يرسلها وجه القمر من فوق بقايا قلعة تاريخية شخصنا إليها بأنظارنا معاً.. |
كل هذ الإحساس.. وفي أبعاد هذه الصور، أبدو الآن في ((فقدك)) مثل قطعة ((العود)) التي تحترق، ولكنها تفوح بالكلمات العاشقة.. بالوفاء! |
أحترق.. أحترق، حتى الترمد.. وأسألك: |
ـ هل عرفت جدوى الرحيل؟! |
إنني لا أضع سؤالاً. إنني أعلن عليك رحيلي الدائم.. إليك! |
* * * |
|