شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قبر خلف الضلوع
عندي سؤال لك اليوم. الإجابة عليه غير مطلوبة. فقط.. أريد الإحساس به. أريد الامتلاء بأبعاده عندك:
ـ اشتقت إلى لهفتك. كنت قد حذرت نفسي يوماً من سقوطها في صقيع الحياة!
فهل أحلت صدرك إلى قبر لها.. أم تراك هربت بها لترتاحي قليلاً؟!
لقد تمدد الخريف بصدري.. والشوك تكاثف في حدقاتي، لأن عينَي باتتا بدون وجهك، يتيمتين!
هوت شموس نهاراتي في بحيرات السمك الملون.. وكل البحار قذفت ملوحتها على الشطآن، ولم تمتص حيويتها!
* * *
يا للسخرية!!
خلا زمني من خفقة الفرح التي تولد كلما حان طلوعك في عيني.
صرت أتأمل عودة الكلمات القديمة، وأتسلى بالكلمات المتقاطعة.
أصبحت الخفقة ترسباً مدثراً في غياهب النفس!
احترت في ((مسافتك)) معي!؟
كيف تدمرين، وتحتفظين في آن واحد؟!
أنت التي ملأتني ضحكاً في لحظة إصابتي البليغة.. وأنت التي لا ترغبين أن أقهقه دائماً، لئلا أكذب عليك!
لأنني مشغول عنك بمحاولة معرفتك أكثر.. صرت أنا: هذا القادم إليك دوماً وفمي مقفل!
صرت - أنت - الذاهبة مني وعني أحياناً.. وصدرك مشرع!
* * *
هكذا جعلتني..
إنني أبحث عن شيء لا أعرفه، وأعرف شيئاً لا يعنيني أن أبحث عنه، ويضيع مني الشيء الوحيد الذي أعرفه. والذي يعنيني، ولا أتعب في البحث عنه.. هو أنت!
وإذن.. دعيني أهديك هذه اللوحة بالكلمات:
ـ ((أصبحت الغبطة عندي ليست كما كانت.. مجرد احتياج طبيعي، بل واجباً معنوياً أيضاً)).
* * *
اشتقت إلى ذلك الوميض في عينيك!
تعبت من الوقوف على بوابة المدينة.. في انتظار ندائك، فهل أستبدل خفقة بخفقة؟!
أنت - وحدك - جئت تعريفاً للشعور بالحياة.
فأضحت دروبي مغسولة بالغيث.. مكسوة بالعشب.. زاهية برفاهية السنابل عى امتدادها!
ترى.. من تستحقه هذه الدروب غيرك؟!
وحدك.. جئت هذا الجمال الذي خاطرة الحياة..
فلماذا تطردين الفرحة من صدرك، لتهبيها لذهولك؟!
* * *
أخبروك يوماً أنني أنتظر رقصتك.. تلك التي تشعل أمسياتي شموعاً، وتنثر سمائي نجوماً، وتدخلني مدن الغبطة.. متغرداً، بها!
صرت أنتظر انقشاع ذهولك، بعد أن تعودت على فلسفة الصمت.
أقلمتني لحظات التعجب التي سكنت عينيك حين ملأها الشرود.. عبر المسافة التي تفصل بيننا!
كم تعودت على هذا التعجب المندهش.. حتى باتت ضحكاتي تفخيماً مملاً للاندهاش، وصرت أغني: ((أنا وإن طالت الغربة.. أرد لك وأسبق سنيني))!
* * *
ألم يبلغوك أنني أستعين بالقهقهة على فضول الناس وأسئلتهم.. لئلا يسرقوا حزني من صدري؟!
فاعلمي - إذن أنك حزني.. وأنت عمار الصدر!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1721  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 257 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.