قبر خلف الضلوع |
عندي سؤال لك اليوم. الإجابة عليه غير مطلوبة. فقط.. أريد الإحساس به. أريد الامتلاء بأبعاده عندك: |
ـ اشتقت إلى لهفتك. كنت قد حذرت نفسي يوماً من سقوطها في صقيع الحياة! |
فهل أحلت صدرك إلى قبر لها.. أم تراك هربت بها لترتاحي قليلاً؟! |
لقد تمدد الخريف بصدري.. والشوك تكاثف في حدقاتي، لأن عينَي باتتا بدون وجهك، يتيمتين! |
هوت شموس نهاراتي في بحيرات السمك الملون.. وكل البحار قذفت ملوحتها على الشطآن، ولم تمتص حيويتها! |
* * * |
يا للسخرية!! |
خلا زمني من خفقة الفرح التي تولد كلما حان طلوعك في عيني. |
صرت أتأمل عودة الكلمات القديمة، وأتسلى بالكلمات المتقاطعة. |
أصبحت الخفقة ترسباً مدثراً في غياهب النفس! |
احترت في ((مسافتك)) معي!؟ |
كيف تدمرين، وتحتفظين في آن واحد؟! |
أنت التي ملأتني ضحكاً في لحظة إصابتي البليغة.. وأنت التي لا ترغبين أن أقهقه دائماً، لئلا أكذب عليك! |
لأنني مشغول عنك بمحاولة معرفتك أكثر.. صرت أنا: هذا القادم إليك دوماً وفمي مقفل! |
صرت - أنت - الذاهبة مني وعني أحياناً.. وصدرك مشرع! |
* * * |
هكذا جعلتني.. |
إنني أبحث عن شيء لا أعرفه، وأعرف شيئاً لا يعنيني أن أبحث عنه، ويضيع مني الشيء الوحيد الذي أعرفه. والذي يعنيني، ولا أتعب في البحث عنه.. هو أنت! |
وإذن.. دعيني أهديك هذه اللوحة بالكلمات: |
ـ ((أصبحت الغبطة عندي ليست كما كانت.. مجرد احتياج طبيعي، بل واجباً معنوياً أيضاً)). |
* * * |
اشتقت إلى ذلك الوميض في عينيك! |
تعبت من الوقوف على بوابة المدينة.. في انتظار ندائك، فهل أستبدل خفقة بخفقة؟! |
أنت - وحدك - جئت تعريفاً للشعور بالحياة. |
فأضحت دروبي مغسولة بالغيث.. مكسوة بالعشب.. زاهية برفاهية السنابل عى امتدادها! |
ترى.. من تستحقه هذه الدروب غيرك؟! |
وحدك.. جئت هذا الجمال الذي خاطرة الحياة.. |
فلماذا تطردين الفرحة من صدرك، لتهبيها لذهولك؟! |
* * * |
أخبروك يوماً أنني أنتظر رقصتك.. تلك التي تشعل أمسياتي شموعاً، وتنثر سمائي نجوماً، وتدخلني مدن الغبطة.. متغرداً، بها! |
صرت أنتظر انقشاع ذهولك، بعد أن تعودت على فلسفة الصمت. |
أقلمتني لحظات التعجب التي سكنت عينيك حين ملأها الشرود.. عبر المسافة التي تفصل بيننا! |
كم تعودت على هذا التعجب المندهش.. حتى باتت ضحكاتي تفخيماً مملاً للاندهاش، وصرت أغني: ((أنا وإن طالت الغربة.. أرد لك وأسبق سنيني))! |
* * * |
ألم يبلغوك أنني أستعين بالقهقهة على فضول الناس وأسئلتهم.. لئلا يسرقوا حزني من صدري؟! |
فاعلمي - إذن أنك حزني.. وأنت عمار الصدر! |
* * * |
|