جرح نغمة! |
يا مهرة المستحيل، والأسئلة، والانتظار الدائم: |
ركْضُك نحو دروب الريح... يُشعل البغتة... |
من انتظار كان سهلاً... واعداً بشمعة أمل لا تخبو... |
إلى تلفُّتٍ... يدرك أمطارك، ويغرق في الانكسار! |
كنتُ قد انتضيتك من أحزان النفس المنبلجة.. |
فابتدعتك فجراً حليبياً... أغنية للحلم القزحي! |
وبقيتُ حول وجهك: فارساً، مختالاً... |
أشهق داخل صدر الأمسيات... وأردد اسمك! |
أغنِّي لأطفال الفجر القادم: وعداً... دفقاً من روح! |
* * * |
أصبحت في عمري شجرة حنان وارفة... |
امتد جذرها في الأعماق... شربت دموعي وشموسي... |
أورقت أغصانها حباً، وخصوبة تفتحٍ.. حتى تلاحمت أفرعها بأفرعي! |
وما زال التلفت بيننا: ريحاً من الأسئلةِ... من الغضب... |
جنوناً... من مواسم مراياك في زمن ((الآه))! |
ما زلت - أنت - نبعاً فياضاً من داخلي... |
يا ((مهرتي))... يا هذا الاحتواء الكامل لوحشيتي... لطفولتي! |
فأحتويني دائماً... أرجوك، لكن.. علينا أن نُسْقِطَ الأسئلة! |
* * * |
يا ((مهرة)) الأمسيات المغيبة في ألف سؤال، وسؤال... |
لماذا ((نشلع)) الزمان بالسؤال؟! |
لماذا انكسار القلب... وأنت أنهارك دمائي؟! |
لماذا... في انتهاء عصر ((الامتحانات))... ينشق عصر المفاجآت؟! |
وما زال تلفُّتِي أسئلة... تحوّلك حيناً إلى: صرخة... |
تدفعك حيناً آخر... لتكوني إعصاراً... وتكوني: دمعة! |
وكما حدَّقتُ في مسافات أصدائك... |
سمعت صوتك في شرودي: جُرْح نَغْمة! |
* * * |
تبقين - وحدك - الأمنية... الحلم المتلع بالقدر! |
نبقى - معاً - في زمن الانكسار السهل: |
مشهداً لا نهائياً... يلوح في انطفاء الأمسيات المكسورة! |
أقول لك - مثقلاً بالبعاد... بالندى.. بالريح: |
ـ ها أنا.. طائرك النورسي... قد هدَّهُ تعب الحنين! |
ـ تقولين لي: هذا درب المائة منعرج! |
ـ أقول لك: تعبت.. تعبت من طرح الأسئلة المطعونة/الطاعنة. |
ـ تقولين لي: أرهقني إصراري على الامتناع عن الأجوبة! |
فتعالي - يا بنفسجة الروح - نتبادل الأدوار... لحظة: |
تضعين أنت الأسئلة... وأمتنع أنا عن شرح الأجوبة! |
* * * |
سأَلْتِني - يوماً - في لحظة افتتاحك لقلبي: |
ـ من أنت.. أيها الحزن الحالم؟! |
تراك هذا الفارس الأسطوري.. طوى التاريخ.. أتى يداعب الخيال والقلب؟! |
تراك أنت ((جوبيتر)) العواطف.. جئت تدثرني بأساطير الحب؟! |
سأَلْتُكِ - مرة - في اقتحامي لرياحك: |
ـ من سرق أجمل ابتسامة من شفتيك الخصبتين بالفرح؟! |
كيف تتركين بصمات حبك في نفسي... ثم تتشحين بعباءة الملل؟ |
لماذا سمحت لـ ((أنت)) الشاردة... تسرق منك ومني: ((أنت)) الصادقة؟! |
* * * |
لم نكن نريد أن نحيل الأسئلة إلى كلمات.. كالأرقام! |
دائماً... تنغل الأسئلة في جوانحنا مزيداً من الحنان والغضب معاً! |
تخطف الكآبة الغامضة لحظة وجود... وتذرونا في الغياب! |
وما زال التَّلفتُ في عمرنا المتحد.. يرصد فينا الاستحواذ... |
والهمسات اليانعة من ضلوعنا.. تحشرجت في أذن الأحلام.. |
نحن في عصر الأشياء السهلة/المقيتة.. تسلمنا للغبار! |
تغمر ساعات الصحو.. الحلم.. الحب، فتغمرنا شذرات!! |
* * * |
لا تظني أن بحاري فيك تجف.. تجف! |
لكني معك.. أوغل سبَّاحاً عبر مسافات أطول... |
معك... أغتصب فرحي بالكلمات.. أخبئ لك في زوايا الغد: ألف ضلع... |
ألف.. ألف ضلع... يصفق بجراح الأحلام! |
* * * |
|