أغلقت النجمة/أجفانها |
وقف ((الانكسار)) سيفاً مشرعاً - يا للدهشة! - يشتت أشواقنا - المسافة، على امتداد عمر العشق الذي حمل معه وجه حكايتنا.. وترك لنا هذا ((القناع - الزيف))، الذي نسقطه في الليل، ويرتدينا بالنهار! |
حين كنت أناديك - أصرخ في وجه النوى - كانت ذاكرة خفقك تترنح ما بين الخوف والعاصفة.. ما بين ركض خيولك، وقشعريرة بوحك! |
كان الخوف - في حرث الواقع لمشاعرنا - قمحاً يغذي دموعنا واستسلامنا لذلك الانكسار! |
* * * |
هل هدأت الريح الآن؟! |
شاعت البرودة في دفء شجوننا وشجونا.. في تقدم كل منا نحو الآخر! |
أصبحت ((البرودة)) في عمق حوارنا.. تمهر الوقت والكلام.. |
أصبحت ((الشجون)) شروداً إلى ضباب الشوق.. إلى الرؤى المترمدة! |
تحولت تلك الريح التي تهز أضلعنا وجداً.. إلى ثلج يصطاد الخطوة، والخفقة، والنداء! |
تحولنا - في مرآة الوقت - إلى تماثيل إغريقية جامدة، لشكل الريح، والشمس، والعيون.. ولشكل القصائد! |
أصبحنا ((حنانا)).. مثل - فلاش - التصوير! |
* * * |
فوق بوابة مدني.. تركت لك هذه العبارة التي قرأناها مرة معاً.. لعلّها تذيب ثلوجك، وتطلع وجهك - الزهرة: |
ـ ((حلمي الخارج من بعيد البعيد.. قصائد مكتوبة فوق أعشاش العصافير، في الأمسيات الآتية من فوق.. ترتوي من عطشي إليك))! |
فتلفتي - إذن - لتشاهدي: |
تكتب الصحراء وحدتي على جذوع الأشجار التي تساقطت أوراقها! |
* * * |
أغلقت الأنجم أجفانها ونامت.. بينما أعبر شقوق الليل، وأنا يتيم الأزمنة. |
أتصاعد إلى وجهك البهاء.. كالجرح، كالموال، كالسكوت.. واللحظة في دروبها عمر وفرحة بك! |
استوطنت أصداءك البعيدة - القريبة.. المسافرة - الآيبة، وخفقي مبصر، وفرحتي قوس قزح كلما جاء طلوعك.. ولا سبيل إلى موانئك قبل الإعصار.. قبل أن يتحول المكان إلى وطن! |
* * * |
في كل مكان أتأهب لتركه.. أحرص أن أرد على ما يقولونه قبل سفري عنك، قبل سفرك عني. |
ـ أقول لهم: تقطرت حنيناً، وأغنية، وانكساراً، وترحالاً. |
فإذا جاء المساء.. رأيته محدودباً، يدخلني مسافة النداء المؤقت.. فإذا أنا ضاحك حزين، وإذا أنت حزينة تضحكين! |
في كل مكان أذهب إليه.. أسمعهم يقولون لي: |
ـ أنت مثلها، بل هي مثلك.. لعلّكما حس واحد. صوت واحد. نداء واحد. روح واحد! |
أنت ((أرضي)) التي أحيا معها، وأموت لها وفيها. |
أنت... حبة رمل تبني أسطحي الشاهقة. |
قطرة ماء - أنت - تروي عطشي المخزون على مدى العمر.. فأحس بالحياة. |
شعاع ضوء - أنت - يقتل العتمة في نفسي! |
* * * |
حينما يأتيني صوتك.. أجتاز الغرق وأطفو، وأنطلق إلى كل الشواطئ. |
أنت التي تعيدينني من السفر.. دائماً. دائماً، لأنتظرك في داخلك!! |
* * * |
|