خلف المغيب/أعدو |
دعيني أشاهد دخولك إلى الأضواء من وراء خصاص الليل: أنت والمسافة وندائي.. أنا والترقب وإمعانك في الرحيل! |
وأغني لك: ((لأن سواك لا يهمني)).. بت فحوى غيبية في دلج الأمسيات. |
أطفئي شمعة الممر إليك. أتلحف بظلام الوحدة. يغيب طيفك عن عيني.. لأنه اختبأ بين أضلعي. وطفق يحاورني.. يدفعني إلى لعبة الاختباء والصوت المعلن! |
* * * |
ليندم الإنسان على أشياء كثيرة أضاعها وهو يحلم.. وهو يفرح ويغضب، حتى تحولت أفكارنا إلى تماثيل إغريقية! |
لقد هاجر نهوضي في العتم.. يفتش عنك. |
((لا مدينة تستقبلني من دونك))! |
وما زالت الكلمات بيضاء.. وانتظاري لتواجدك ينزرع سنبلة بجانب كل نقطة وفاصلة! |
* * * |
جوَّال أنا.. أطوف جزر الملح في غيبوبة حنينك! |
أجذف فوق بحار.. لها شكل المربعات، وفيها أعصاب الرياح. |
الرياح تشيل تحديقي في طيفك، وترمي به في عيون النمل.. أيتها القصيدة - الاستغراق! |
خلف قرص الشمس المنحدر نحو المغيب.. ما زلت أعدو. وأنثر النداء عليك. |
حين توقفت في التعب.. كنت ألملم الكلمات المبعثرة من القصيدة.. اجعلها غطائي، وأهذي تحتها بموعد الشروق! |
حضوري إلى حياتك.. كان بغتة طاهرة. اقتحمت أحزانك وسأمك، وكل أسئلتك. جمعت ذلك منك حتى طلعت ابتسامتك.. فسرت وحيداً في أرضك، يمتصني الشوق، ويأكلني السفر، ويذروني وجداناً يرفض الظل!! |
* * * |
تحولت معاركنا، وخفقاتنا، وأشواقنا حروفاً تحت سقف الحلق.. أصبح الحب صوتاً فقط في هجعة ارتعاشة اليد. |
صار الذي يضحكنا أكثر: نكتة باردة، وقصيدة شعر متوترة! |
صار الذي يطمئننا أكثر: سلوك قديم معاد يرتبط بتصرف خضع لكل تجاربنا، وقوالب حياتنا، ورغم ذلك أغني: ((شفت واخداني الأماني لحد فين))؟! |
* * * |
سيأتي إلى مكان - فوق هذ العالم - ذلك الذي غاب منا!! |
سيأتي ذلك الذي يشرح بهاء الأبواب المفتوحة، وينقلني إليك.. حيث أرتضي أسر الحرية في قيود عشقك.. عندما تلوحين قواماً ((عيطبولا!)) يجوب ساحاتي ويفترشها وينزرع فيها، وينمو عشقاً وولهاً! |
هذا أنت - إذن - فوق هذا العالم. |
هجرتي - أنت - دائماً إلى الأبواب.. وعودتي - أنت - دائماً إلى نوافير الميادين المضاءة بابتسامتك! |
* * * |
رمح - أنت - في صدري.. إذا انتزع ، شهقت ومت، وإذا بقي.. طلعت في همس الليالي كالبوح، أتجدد حياة، وعطاء، وتمسكاً بك! |
تمددك في حدقتي - كوجه لا نهائي - لا يتغير أبداً.. لا يخفت ضوؤه.. تكونين البصيرة والمرئيات.. |
وخلفك.. تغيب كل هوامش الرموش.. كل ظلال الوجوه! |
* * * |
|