من يقرأ هذا الصباح!؟ |
ها هو الشوق.. يسيل صبراً وانتظاراً! |
لأن الوجد أخذ يعظم ويأسى.. |
لأن إهمال نداءات المساء.. وحش يلتهم الانتظار. |
لأن الخوف من ردة النسيان.. ينبسط في نفسه، يحيره ويخترقه! |
إنه ينكص إلى غربته.. تلك التي خالها قد غادرته، حين عادت نجمة القمر إلى عرشها! |
* * * |
عاد ((الغريب)) يصغي. يترقب النداء. يتعذب بالصمت! |
هل يطول وقت الإصغاء لخطوات بعيدة تحمل إليه العودة من الغربة؟ |
هل يحتمل كتمان البوح في أضلعه.. حتى تتمزق تلك الأضلع جفاء وعطشاً.. فيحترق الزمان من جديد؟! |
إنه ((الدمعة)).. في لحظة اصطدام الصدى بالواقع! |
وقد كان ((البسمة)).. في لحظة ضوئية، أعلنت الخروج من الزمن الرديء.. إلى عالم من الروح والوجود، وامتلاك الصدق.. يحلق فيه، يرضى بالحنين! |
* * * |
وقفات نداء وسؤال: |
ـ ((ما في حدا.. لا تندهي |
عتمة طريق...))! |
فكم يطول النداء.. كم يطول عمر الأماني؟! |
بعمر الكلمة - العهد.. تلك التي فرت ذات مساء من تيه النفس، واستقرت بالحب الآيب: شعوراً بالتواجد.. بالامتلاء.. بالحياة الحلم! |
* * * |
أكان جبينك المعقود في السفر.. قد عقد قلبي، وصادر خفقته؟ |
ألم تنبئ المدارات حولك.. أنك حملت معك شمس مدينتنا، وتركتني أخايل السحب والغيوم؟! |
ألم ينبئك جليد العالم ((البردان)).. أنك في حاجة إلى ((طل)) مدينتنا، حين ((يشكو الطل إلى الليل جراحه))؟! |
لمن أشكو جراحي مع الطل الذي تكاثف فوق زجاج نافذتي.. وأنا أحدق في الدرب البعيد، أنادي قدومك؟! |
* * * |
أمس.. كنا معاً! |
الله.. هل صار ((الكون)) الذي وحدنا! أمساً؟! |
أمس.. كانت لنا قهقهة متحدة في سمع الليل الربيعي! |
الله.. هل تحولت تلك القهقات إلى زجاجة عطر فارغة؟! |
أمس.. أمس.. لماذا تدفعينني إلى كراهية الأمس، ونحن نحب ذكرياتنا؟! |
أناديك: ((ساحة الأيام عطشى.. كالدجى))! |
* * * |
فتشت عن الليل.. وجدته في ركن قصي بين أضلعي: يتيماً - معتماً. أخرس الأصداء. |
لقد فعلت ذلك أنت: وضعت الليل بين أضلعي، واقفلت صدري، وجعلت مفتاحه معك! |
بحثت عن الصباح.. يا للحسرة! وجدته يقف أمام بابك المقفل، وبيده تلك الرسالة الصباحية! |
ـ قال القفل للصباح: لن تجد من يقرأ الصباح! |
عاد الصباح أدراجه.. يتمنى. يحلم. يصبر. ينتظر، حتى أغمي عليه! |
متى تلمس يدك جبين الصباح الذي لا يخون؟! |
* * * |
|