الجنية/خلف أبواب الليل |
كأنه الغريب.. أمضى سنوات العمر جوالاً يذرع الطرقات! |
كان يفتح أبواب الليل، بحثاً عن ((جنية)) توأم.. ترضعه استقرار الشعور. |
أضناه تعب البحث، هذا ((التصور)) عند كل محطة.. يحسب التخيل تجسيداً لتوأم الروح! |
كادت أيامه أن تهرم به وتشيخ.. كان هو كل المدارات، وفي وسط البحر يغرق! |
عواصفه، رياحه، بروقه، عنفوانه.. أدانتهم الحسرة! |
عجز - في التلفت - بحثاً عن لؤلؤة القلب... لم يستطع أن يفلسف ابتسامة الحزن... |
تراخى تلويحه بتنهيدة الانتظار.. تلك التي هدها الترحال الواقف! |
* * * |
أشجان صوت فتحت سمعه فجأة.. |
كان الصوت القادم من الفراق يغص هو الآخر بالغربة.. ينجرح بالأسئلة التائهة، ينزف الحزن وأوجاع الخصام مع الأحلام! |
كأنه - في عودة الأشجان بالصوت - سيد الزمان، الذكريات القديمة القديمة تتجمع. عمر جديد يطلع في الوقت وينسكب في الوريد. |
ـ ((إن هذا الوصل.. أحلام سنين))! |
كطفل خطفه الزحام، بكى، كقلب أضاءه الفرح فجأة.. ارتعش، كعين ارتفعت أضواء شديدة في مواجهتها: أغمض جفنيه.. أقترب من الصوت، امتزج به، انغمر فيه! |
* * * |
ـ كأنني كنت هذا ((المنفى)) في دائرة الانتظار لك. |
ـ ظننت أنك قوضت ضلوعك، ونسفت قلبك، واخترت وطناً فوق الماء، أو بين السحب! |
ـ وطني: عيناك، يا جذلة التأمل. |
ـ هل ما زلت تذكرهما.. بعد أن صار ((الزواج)) مهنة!! |
ـ في عمقهما وجدت أجوبة عمري على أسئلة قلقي المكثفة. |
ـ لا بد أن تشكل ((نقابة)) للمتزوجين وللمتزوجات! |
ـ يطالبون بإنشاء نقابة ((للشعراء)) في كوكب الزهرة! |
ـ استقلت من معاناة صياغة القصائد. تستهويني ((الكوميديا الرومانسية))! |
* * * |
في هذا النوى الجديد.. كبرت أعواماً على الفرح. |
أبحر شوقي خلفك مجنوناً.. في ظل الأشرعة الراسية في طول البحر وعرضه! |
سألت النجمة عن وجهك القمر... |
ـ صرخت في وحدتي: الشوق يلوح مرة واحدة.. لا تدعيه يخبو! |
* * * |
فجأة وجد نفسه في النداء.. |
فجأة ضاعت نفسه في التلويح المبحر... |
ضدان اجتمعا في لحظة اكتشاف واصطدام.. في عودة روح لم تكتمل! |
((الضد يظهر حسنه الضد))! |
* * * |
ما أكثر المرات التي عمدت فيها إلى قطع يدي بيدي. يذكرني ذلك بقول الشاعر: ((وبكى بعضي على بعضي معي))! |
لكن.. ذلك هين أمام الذين يمارسون كل يوم قطع نبضهم، أو قطع ضمائرهم.. ليكونوا مجرد ماديين فقط.. أو يكونوا مجرد ((صفارة)) للآخرين.. ((خشب مسندة))! |
* * * |
نحن لا نهرب من شيء.. |
نحن ننغمس في الأشياء التي تسكننا، والأشياء التي تعبر بنا.. ثم نسقط بعد ذلك في التعب، لنرضى بأي شيء! |
* * * |
يا جيدة السأم.. يا مسافة الحياة القصيرة في حلمي: |
لقد قدر لك - وحدك - أن تنظري إلى دمي.. فهل سألت: كم هو حزين هذا المنظر؟! |
* * * |
|