عنهم/أغلق قلبي |
أريدك الآن أن تفتشي قلبي بعد السفر! |
في المطارات.. فتشوا حقائبي. فتشوا ملابسي. فتشوا أوراقي.. حتى غربتي العربية فتشوها! |
لكن قلبي أغلقته.. خبأته عن عبث أيديهم. |
وحدك أنت.. من لها حق تفتيش قلبي ومصادرة خفقه وأسراره! |
* * * |
رأيت في عيونهم سؤالاً! |
سمعت من أصواتهم حكاية ((التغريبة)). |
وأنا ((المغرب)) دائماً في بحة الموال! |
قفزت فوق وحدتي وغربتي.. لاحقت في عيونهم تزاحم الألوان! |
أردت أن أسألهم: هل تعرفونها؟! |
رسمت في اندهاشهم عينيك.. وضحكة الضوء من وجهك الزمان! |
فكرت أن أقص في حدود صوتهم: ما الذي تفعله الأشواق بالإنسان؟! |
لكنني انتشرت، فانتثرت.. كنت مثل بقعة خضراء في صحراء عالم عطشان! |
* * * |
استعدت ذلك الصدى من ليلة.. كنت أنت فيها عمر الزمان كله.. |
توحيت صوتك.. رأيتك في الإصغاء: أنت المسافة والركض.. رأيتني في أبعادهما أنا الارتطام! |
ومنذ تلك اللحظة... ما زلت أقطع المسافة جرياً إليك، وتقطعينها بحثاً عني! |
كأن هذا النداء المتجدد مني عليك.. هو عمر الحلم الهارب من الزيف. |
فتلفتي... كم سفحت دمي. كم طعنت كبريائي. كم حاولت قتلك في قلبي.. فإذا أنت السيف، وأنت الدم! |
* * * |
يا مينائي في رحلة عمر.. |
تعب القلب من التفتيش.. من التجريح.. من التغريب! |
افترش التغريب ضلوعي.. واجتاحتني أهواؤك، أمواجك.. |
صرت الماء المتدفق.. يحمل عنفه، يلقيه بقايا غضب.. حفنة ملح وحطام جنون! |
صار الشوق إليك: ظنوناً.. ما تلبث أن تتيبس. تتكسر، ويغيب طريق! |
* * * |
إني أبعث أسئلتي في استرخائك: حباً.. برقاً.. مطراً، وحريقاً! |
غنيت الحزن لعينيك.. فكانت عيناك: الشيء .. الحلم.. الحرية! |
كانت عيناك لقائي، ووداعي. كانت... |
آه... ماذا تفعل خفقة قلب العاشق في لغة الأحلام المنفية؟! |
* * * |
هذا انتظاري قد أفل! |
قد بعت للتفتيش من قلبي: الحلم! |
طفت الموانئ بعد بيع الحلم.. أعرض التجريح والتغريب، قالوا: لا تسل! |
ماذا تنتظر؟! |
أحمل حقائبك القليلة وانغمس في ضجة الدنيا.. هناك الوقت مسفوح.. هناك آلاف الصور! |
واختر من الآلاف وجهاً مبهماً.. قمراً بعيداً من حجر! |
|