| مهرة الحرية و/الأسئلة |
| يا شوق الألف عام: |
| اشتقت إليك كثيراً. صوتك الذي غاب.. أفتقدته في الحياة التي تخصني وحدي! |
| كلما هربت من أحزاني التي تشاكسني.. طاردتني الأحزان بك. لماذا أشكو إليك الأحزان، والمطاردة، والعطش، والشوق، وعصيان الدمع؟! |
| لماذا أنت ((وحدك)).. أناديك في هذا الصقيع ومنه، لتنبعثي في انتظاري ووريدي: دفئاً، وجمراً، وصبابة ماء؟! |
| لماذا أرد عليك، ولا تسألين.. لماذا أسألك، فلا تردين؟! |
| لماذا ((اقتنعت)) بالهروب.. مستسلمة للسلامة التي أنطفأ شوقها للهفة؟! |
| * * * |
| آه... كأننا هذا الجنون المسكون بهزائم الناس.. الناس. |
| كأننا هؤلاء البشر الذين انتصروا بالتفاهات، بعد أن سكنهم جنون تافه.. بعد أن انتهوا من الحب إلى ممارسة التناسل فقط! |
| لماذا ((يتهمنا)) الناس بالحب.. وهو أنبل ما تصفو به الحياة؟! |
| لماذا ((نتهم)) بالكراهية.. وهي ((العادة)) التي سرت في واقع الناس؟! |
| لماذا ((الأقواس)) في حياتنا ((تهم)).. ولا تكون: إصراراً، وإثباتاً، وتأكيداً على معنى كلمة، أو صدق إحساس؟! |
| لماذا (الحرية) اشتياق، ولا تكون وجوداً.. لماذا هذا الاشتياق (همسة) ولا يكون نداء؟! |
| صرنا نغني ((الأطلال)) في منتصف الأمسيات التي جمعتنا.. فبعثرنا خفقاتنا في خصامها! |
| * * * |
| لماذا علامة الاستفهام بيننا دائماً؟! |
| ليس السبب: لنعرف أكثر، بل لنسأل المزيد، ولأن كل علامة استفهام تتولد منها عشرات الأسئلة القلقة! |
| ليس صعباً أن تكثر علامات الاستفهام.. لكن كل الصعوبة أن نجد الجواب! |
| الحرية لا تنتهي.. لكن ((فعل)) الحرية يبقى هو الاتهام الحضاري المعاصر! |
| * * * |
| أحبك.. أو لا أحبك! |
| لم تعد ((الكلمة)) وحدها هي ((الوجد))، ولا هي الإنسان. لقد جعلنا الكلمة: هروباً، وحبساً، وفوضى، وحزناً، ونظاماً، وتفاهة. أحلنا الكلمة إلى: جندي.. إلى ((مايسترو)).. إلى... آه! |
| أصبحنا نجيد كل شيء.. ولا نفعل أي شيء! |
| كنت أحلم عند اللقاء أن نفعل كل شيء ونحن لا نجيد إلا الحب فقط.. أن ننطلق. أن نتحرر. أن نتعمق أكثر.. فلما كان الاصطدام بهروبك، سمعتك ترددين شعارك: ((إنني أجيد كل شيء.. لكن أرفض أن أكون متعة. أفضل أنني أنا التي أستمتع))! |
| * * * |
| أنا عاجز عن التنفس.. هذا الهواء ((الحضاري)) لا أريد أن أستنشقه، لأنه يخنقني أكثر. أبحث عن هواء طبيعي. إنساني. عفوي. |
| هناك - إذن - غلطة.. حدثتني عنها مرة: أن نفسر الأشياء بما يريده الآخرون، ولا نفسرها بما نريده نحن. نعم غلطة! |
| عدت من شوق الألف عام.. وقد فقدت الأسئلة والأجوبة معاً! |
|
|