داخل محارتها/تضئ |
ما زالت حكايا الشوق والترحال.. اللقاء الفراق.. الخصام والوفاق، كلها تطوف في دنيا الناس.. كأنها وعد الإنسان الراحل إلى الغربة، والآيب من الضياع! |
هأنذا كما درويش ((الفيتوري)) المتجول، القديم، الرحل.. أغيب عن صدرك، وأتواجد فيه. أحياناً تشعرين بي أملأ مساحة قلبك اللامحدودة، واستحوذ على خفقك ومشاعرك.. وأحياناً أخرى - كما تقولين - لا تدرين أين أضاعني قلبك.. ولماذا تفقد عواطفك ذاكرتها! |
هاأنت في هذ المد والجزر.. تطلعين امرأة الدهشة! |
كأنك حنين الرعود إلى المطر! |
* * * |
هأنذا - الآن - أنشدك قطعة من قلبي، وأردد: ((جادك الغيث)) آخذك من ((النعوت)) إلى الشعور! |
ها هي شجرة عمري تورق من جديد.. لأن أمطارك تجاوزت رعودك. لأن طلوعك عبر صعوبة المد والجزر، ولون الدهشة! |
لأن الوفاق حين يكبر على الخصام.. يصبح مصالحة للنفس. |
لأن خصامك يثير زوابع الأعماق، ويرمي النفس في تيه وغربة! |
* * * |
هأنذا الآن - أنبض.. وقد كان للحنين مرايا من الزجاج المشروخ! |
هأنذا أنفك من جنون تلك الأسئلة العمياء: |
ـ كيف يمكنك أن تحرك الزمن، وأنت في داخله لا تتحرك؟! |
أن تشتاق وتغتاظ.. أن تعمل وتفكر.. وأن تنتظر الغد وتتألم.. أن تمرح وتحتد.. أن تركض، وفي نفس الوقت تتلفت نحو من أسروا قلبك! |
إن في ((قلبي)) وحده آلاف الأسئلة المغتاظة بدون أن تحتد.. فكيف بهذه الأسئلة التي في ((عقلي)).. المحتدة بدون أن تغتاظ؟! |
* * * |
إن في عيني شوقاً للسهارى.. وحزناً للذين ناموا على الراحة، ونسوا أن يستيقظوا بعد ذلك! |
ـ (جمل أنا.. جمل خرافي، يخب على سنام الأرض)! |
وأنت - دوماً - الشوق الذي يسكن وريدي.. الذي يأوي إليّ، ولا أقدر أن آوي إليه! |
* * * |
الآن.. ما الذي يمكن أن نرويه للناس؟! |
هل أحكي عن توهج ((مهرة الجنون)) أقول لهم: إنها في داخل محارتها تضيء؟! |
هل أحكي عن غضب ((مهرة الجنون)) أقول لهم: إنها تغريني بأسرار البحر، وتسخر من أشواق الأرض، والمطر، والرمل؟! |
أقول دوماً: المجد لـ ((مهرة الجنون)).. المجد لأشواقي: أرضاً، ومطراً، ورملاً!! |
* * * |
أحكي للعمر.. للناس: أجمل وعد.. أغلى اشتياق؟ |
أقول لهما: تعالوا لتحلقوا بأجنحة من أمل دائم لا يسأم من انتظار لحظة الطلوع.. في عصر غلته الماديات، وذبحته الأشواق المؤقتة! |
تعالوا نفك إسار الروح والنفس من عصر بات الحب فيه لا أكثر من حكاية.. من قصة يكتبها مؤلف رومانسي، أو كاتب موجوع! |
الحب في أحلام الناس لحن جميل، لكنه كقوس قزح.. يتلاشى مع انتهاء العزف، وبعد زخات مطر القلب.. ويغيب في نسيان الوقت! |
* * * |
خذيني إلى ((الأعالي)) فيك.. فقد أعلنت عليك توحد جذور الشجرة بالأرض. أعلنت عليك لون الحناء، وفوح النعناع. أعلنت عليك الأمل! |
|
|