مرايا تعكس الفصول |
ها أنت تصعدين إلى شفتي، لتكوني البسمة - العيد.. ليكون تقدمك إلى يباسي: ((تشريناً)) يحمل العواصف والغيث.. يقدم الشرر، ويزرع الحنان في صباحي! |
تصورتك - اليوم - وردة فقدت غصنها. |
تصورتك: مرايا تعكس الفصول. |
ابتكرتك من النقاء، والقلق.. من الغد، ودروب الرعاة! |
أنت الحوار، والحيرة! |
أنت الجزر المفتوحة لاستقبال جراحي.. فأسكنيها. |
أنت مرفأ قصائدي التي أحرقتها الشمس.. فاختبأت بحثاً عن مساء تلونه همسات الشوق، واللقيا. |
* * * |
أعجز دائماً أمام حدسك المرتقب حيناً.. الخائف حيناً آخر! |
إنني أزرع هذياني في الهروب منك.. فأجد نفسي قد هربت إليك. |
دائماً.. أنت تحملين بهائي، وترحلين به داخل قطارات العراء.. فأبدو خرافياً بين مدك وجزرك! |
* * * |
الرياح في عمري لم تتوقف.. إنها ما زالت تمتد، تئن. وأحلامي تخرم زمني بالحروب.. فهل سمعت عن أحلام تحارب؟! |
إنني مخطوف، وخاطف.. أخطف نفسي من عذاباتها، ويخطفني الحزن إلى موجة لا تنحسر.. يخطفني العجز إلى شيء غير مرئي في النفس، لكن الإحساس به يشد وثاقي! |
هناك عبارة ما زلت أردهها.. تقول: |
ـ ((إن مأساة إنسان اليوم.. أن عقله أصبح أكبر من قلبه))!! |
* * * |
تغربني خطوات الرحيل ((إلى الدرب الممل)).. بعيداً عنك، حتى تتناغم رغبتك في الراحة.. مع راحتك في التعب المشوق! |
إن التعب أقوى، وأمتع من الإهمال.. فاملئي حدقاتك بالنجوم، ففي عينيك قمر! |
((فهل أستوقف الخطوات.. وأين سواك من أدعوه))!! |
لو كان ما أحبه فيك بحجم الدنيا، ومساحة الزمان.. أصبحت مثل النساء حين ينسكبن. |
عطاؤك في حنانك، وحسنك في تظاهرات العيون حولك، ومرآتك في الصدور التي تخفق، منادية اسمك! |
لكنك لست مثل كل النساء.. |
أنت تأخذين بوحي، فينمو في إصغائك، حتى أكبر من احتمال الدنيا لرغائبنا: |
أنت تستقبلين قدومي إلى طلوعك.. خطوتي قادرة على الدخول إلى زمان فريد.. يستأهلك وحدك! |
عمر انتباهتي.. يبتدئ من وهجك، ويسري إلى لا حدود. |
عمر حزني.. يستطيل ويكبر في حيرتك، وقلقك.. عندما يعصف بك الخوف من اليوم التالي! |
عمر حزني.. يضئ عندما أولد في نبضك.. كلما أولد! |
* * * |
أنهلُّ.. أنهلُّ! |
نسكب بصدقي، وجنوني.. كي اصل معك إلى المرفأ - الوطن. |
كي يطلع نباتك في أشجاري.. فأثمر! |
أنت.. ولتنهد الجراح، ويغور الأسى.. |
أنت.. وموعدي مع الرجاء، والتجدد، والأمل! |
* * * |
|