الليل على جبين المهرة |
هَتَفُ المساء بصوتك.. كخفق القلب.. |
عندما ضاعت كل العناوين.. |
عندما أوغلت الأسرار في أعماق بحار الصمت. |
كان طلوعك: ((صَدَفة)) تنفض رمالها، وتزحم الشواطئ بسرها! |
وعداً يلمُّ جِراحي المسكونة بالأشواكْ.. |
ويحملني نبضاً.. مجنوناً بالأشواق!! |
* * * |
يمضي الخفق إلى نهر حنانك.. من شاطيء الليلي: |
نجوماً، وجنوناً... وزماناً يتنفس من بوحك! |
زمناً مندهشاً في عصر الذبح.. وعصر الذاكرة المفقودة! |
وأناديك: ابتعدي.. وأنا أتمناك حقيقةْ.. |
لا تقتربي من هذ المقتول.. المذبوح - أنا! |
لا ترمي شَعْرك المضمخ بعطر الانتظار.. |
على نزفي المشعّ وجداً، وشوقاً، وأحزاناً! |
لا تتوقفي في دائرة أمواجي، ورياحي... |
حتى لا يمتزج دمعي.. بدمك! |
* * * |
الإِبحار إلى عينيك... سفر آخر، يتلاحق فيه الحزن! |
وأنا هذا ((النورس))... الموغل في الغربة الصادية. |
وطن حبي: مسافات طويلة في الريح، وفي النوى المقهور.. |
وعمري: ((لحظة)) واحدة.. تحيا التلفت نحو الحلم الضائع.. |
وعيناك: بحر زاخر بالموج، وباللامدى! |
وأنا أحيا في عينيك الساحرتين.. القاتلتين... |
أتفوق على القتل.. بالخيال الرحب.. |
وأمنح أوجاعي، وأحلامي.. لأمطارك الموسمية!! |
* * * |
مدينة.. تأخذني إلى رحاب نبضك.. |
مدينة... تسرقني من عناويني القديمة.. إلى عنوانك الجديد: |
مبعثراً.. منتشراً.. كرشَّات مطر في هبوب ريح شمالية قادمة بالسر! |
ودفء خفقتي.. داخل ((صدفتك)) المضيئة بأعماقها. |
وجنون أشواقي.. يزهر في ضحكتك - الفرح! |
وأنا أسأل كل المسافات.. عن عطرك الفوّاح من شعرك الغجري! |
وأنا أتغرب في كل الأمداء... |
أتدفَّق.. أرتطمْ.. أنطلق.. أدور في فراغات الضجيج الذي يسور عالمي.. |
لأعود - بعد ذلك - : ((كثافة)) نداء عليك! |
* * * |
يا هذه ((اللحظة)) - العمر.. أين الإجابة على العمر - اللحظة؟! |
كنتُ قد رميت همومي، وأوراقي، وحقيبتي.. في الغبارْ... |
عجبتُ.. عجبتُ: كيف يمر العمر بدون شموسك وهوائك؟! |
وأنا الذي فتشت طويلاً عن طلوعك! |
تعبتُ، غضبتُ، احترتُ.. وبقي ((الحلم)) مرهوناً بصوتك! |
* * * |
حملتُ غرسة العمر داخل صدري - التربة.. |
ورحلتُ إلى هذا العالم السكين.. الخنجر.. الرصاصة! |
رحلت.. أردد إنشاد موجوع آخر: ((لا بديل أغلى من المحبة))! |
بعيداً.. بعيداً، إلى ذلك اللغز المتواري في صدور الناس... |
ركضت.. أبحث عن الإجابة الواحدة.. وأموت! |
* * * |
يا كل مسافات الشوق، والضنا، والفراق.. |
صار بوسعي أن أضمد الجراح.. |
صار بوسعي أن أحلم في شهرة الحزن!! |
|