القادمة من اللامثيل |
وددت لو أغمض عيني.. فلا يحبل جفناي بالصور المعكوسة! |
وددت لو أنني أمتزج بالناس.. أنشد في خفقاتهم.. |
ومعها نغمة الحب الحائر.. فلا يتلفتون بحثاً عن كل ما هو ((ضد)) .. في داخل النفس! |
وددت لو أنني أرفع رأسي إلى سحابة. |
لو أخفض جفني وأطبقهما، محتفظاً فيهما بنجمة النجوم التي سرقتها من سماء بعيدة.. |
فلا يسألني الناس: |
ـ من أين أتيت بها.. وكيف؟! |
* * * |
كأنك - يا جنون خفقي - لقاء في حنين الرعود إلى المطر! |
كأنك - يا سيدة توهجي - رحلة عبر شطآن تضاحك الليل فوقها.. |
ورمى أصداءه، وغالب الشوق والنوى في انبلاج الصباح! |
* * * |
نجمة النجوم أنت.. |
تطلعين في أمسياتي: صحو شوق. |
تضيئين في أمدائي: قمر الفرح الزاهي.. في سماء بعيدة. |
وأخاف... أخاف أن يخطفك حلمي إلى غاياته، ويرحل بك! |
* * * |
قبلك... كان حلمي ينهدُّ في الأمسيات المراوغة! |
قبلك.. كنت أتذكر ((الأماني)) وهي ترتطم وتبرد.. |
مثل طابع بريد تذكاري فقد قيمته! |
قبلك... أتذكر التعب، كما فارس خاض مئات المعارك، وهزمته معركة ((الأماني)).. ونسيه التاريخ! |
قبلك... غيَّب البحر في أعماقه لحظات مؤقتة.. |
تطاول فيها الوقت، وأفرغها ((يتم)) القلب من الزمان! |
* * * |
في طلوعك المتجدد، الآن... |
أرى الكلمات سلة أزهار، تُدخلني حديقة العمر المنسي. |
أتذكر ما قاله ((تربادور)) مجنون، رائع: |
ـ ((من أعلى رأسي يهطل المطر.. المزمن))! |
هكذا انظريني: من أعلى الزمن تطلّعتُ.. |
أَشخص نحوك غيثاً يروي جفاف العمر. |
أنتظر حين هطولك: مطر الربيع.. هذا القادم مع ضحكتك، مع همسك، يردد: يا حبيبي! |
* * * |
أيتها القادمة من اللامثيل.. |
أيتها العائدة إلى حرية ضوئي، ونبرة سكوني: |
أتملاك.. أقرأك في تواصل لا ينقطع.. مثلما تواصلنا مع السماء! |
قولي: إنك لن تكوني الهروب من الوجد.. ركضاً إلى ضياع الصدق! |
نحن لا نهرب من شيء.. |
الناس ينغمسون في كل الأشياء التي تسكنهم أو تعبر بهم! |
* * * |
الآن... يا أغلى ((مهرة)) في حقولي الشاسعة.. |
عندما الأفق يقتاده التعب.. تتصاعدين في حشاشتي: أفقاً، ومداراً، ووطناً!! |
* * * |
|