بزوغ مهرة الزنبق |
لأنك هذه الأنثى - الزنبقة، الوارفة.. |
طلعت من ضوء الصباح: سؤال عشق على شكل نخلة سامقة! |
ناديتَك.. حين ائتلاقك في العمر: |
ـ تعالي.. دثريني من صقيع غربتي. |
أنا الذي كتبت اسمك.. منذ لحظتك الأولى.. |
مزجت اسمك. بأشواقي، وألفتي، وحنيني. |
حين كنت وحيداً.. ألاحق طفولتي الهاربة نحو حصاد الصمت. |
حين اشتعل السؤال في أوردتي: لهباً.. شظايا جراح عميقة! |
حين الطريق بعيدة.. وأنت أقصى رحلتي! |
* * * |
أتيتك.. أنا هذا الذي يمتد، يمتد.. |
يطوف بأمنيات القلب.. يحاصره الرحيل: يوماً.. شهوراً. |
كم نعدد قفزات السنين!؟ |
كم نواجه عصف الريح، والأنواء وتموه البدء!؟ |
وصوت النفس يعلو تارة.. ويغوص في وجع بليد! |
لما أتيتك.. افترت ضحكة المستقبل المأمول.. |
الغد.. ذلك الموعد الممنوح من دفء يديك! |
* * * |
لأنك هذه الأنثى - المضيئة.. |
انتضيتك من انتظاراتي الطويلة.. |
من اغتصاب الموتْ لقصائدي العذراء! |
كان قدري.. أن أزرع العشق سنبلة، وتودعني جذوره! |
اختصرُ العمر في لحظة لا تضيع في خرائط الوقت. |
وثبتي.. موجة بحر لا نهائي.. |
مرساتي.. تصادر نبضة، جعلت مهرها: طلوعك! |
حزني.. عندما تسترخي غيرتك علي!! |
* * * |
أنا الذي ما زلت أناديك.. وأصابعي تجوس في حلكة شعرك الليلي: |
ـ هل أتعبك حبك لي.. |
حبي لك؟! |
وأنت... انبلاجة صبح الوطن. |
أنا الذي ما زلت أزرعك في حقولي.. بنفسجة الروح التي تعطرني. |
أناديك: |
ـ اجْتَثِّي من بين ضلوعي الأحزان. |
أنت وحدك.. تبقين موعدي مع استدارة الضوء، وعنفوان الهناء. |
وتصلبين خفقتي.. كلما أشرعت سيف غضبك، ليقطع توحُّد هذا الحب! |
* * * |
أنا هذا الفارس.. لن يتعب من ركض مهرته.. |
صوب اندهاش الأمسيات.. |
صوب ساحات الليل المترع بهمسك.. |
صوب أنفاسك التي أشربها.. فتروي عطشي إلى الأجمل من الحياة! |
* * * |
أمامك أتضوأ: طفولةَ قلب.. اصْغَى إلى خفقاته فيك. |
أورق قلبي بأسراره. حينما لمسه شعاع منك. |
فهل تمهلين زماني في عينيك؟! |
دعي هذا الزمن يطل من شرفاتك على الحلم.. |
إنه منتهى خفقتي.. وشهقتي.. واحتضاري! |
* * * |
لأنك هذه الأنثى - المهرة.. |
أبدأ بك الشموس الساطعة على مدني.. |
أملأ بك ضوء القمر.. ومواكب النجوم.. |
أصعد بك إلى هذا الموت الذي يحييني.. من اتساع الحياة لي وحدي.. في عينيك!! |
* * * |
|