المهرة في الوريد |
نقاؤك أضاء صدري.. عندما كانت الظلال تكتنفه! |
أسفر ذلك النهار عن ابتسامتك.. فملأت أضلعي فرحاً، وحلماً، وهناء! |
شهدت لك أنك القرار.. أمان روحي في فيئك. |
أخذت كل الماضي وأغرقْتِه في بحارك.. |
وصَنعَتني حاضراً.. يتفوق على ذلك الماضي.. |
كلما أصغيت إلى همستك.. اكتشفت أن لغتك هي رجائي الدائم.. |
كلما تأملت وجهك... تتجمع خفقاتي بين شفتي لتحتضنه! |
* * * |
كانت الرحلة طويلة قبل أن تأتي.. |
تناثَرتْ - خلالها - فوق خارطة العمر.. خطوطُ الزمن، وبحارُ التجارب، وتضاريس العقل، وأحزان القلب! |
وتبقّت رغبة الغوص في داخل النفس الصادقة. |
ونهاية الخط الزمني.. تجافى الامتلاك، لكنها تحتمي ببراءتك! |
قبل أن تأتي.. رأيت اللحظات بقعة حبر تمتصني.. ولا أقدر أن أمتصها. |
بعد... تحول العمر في بهائك إلى نقطة حياة.. روت أضلعي. |
أعطت قلبي قدرته على النبض من جديد.. بتفاؤل! |
* * * |
هكذا يكون دخولك الدائم إلى وريدي.. كل صباح، كل مساء.. كل لحظة! |
تبقين في وعيي وجوداً.. |
تبقين في أحلامي تلك الأمنية الغالية التي تحققت. |
وصار إصراري أن أحافظ على بقائها. |
تبقين في تأملاتي.. هذه الفكرة النبيلة التي تعني لي الحياة كلها. |
* * * |
دعيني أحرضك للاندفاع إلى الأمل! |
أحبك.. ويقطنني عنادك الفرحان.. |
في انتظار أن تمطري دوماً.. فتسقي جفاف نفسي القديم.. |
في انتظار أن تنهلي دوماً من فرحي بك.. |
وأبقى أنا الظامئ إليك.. كلما سَقَتِ ابتسامتك عطشي! |
* * * |
سمعت مرة صوتك يردد في مسامعي كلمة: ((يا خسارة))! |
هزتني هذه الكلمة.. بعثرتني! |
كيف تتحول مكاسب حبنا فجأة إلى خسارة؟! |
لقد دخلت إلى عمري مكسباً.. |
أبعدتك منذ اللحظة الأولى عن الربح والخسارة! |
أنت لن تكوني في حياتي ((حسبة)) مادية! |
أنت - يا عمري - اشتياقي الدائم إلى العطاء غير المرهون.. |
أنت تدفقي الذي لا ينضب من الوجد.. من الصدق.. من الأمل! |
هكذا أتأمل وجهك.. كلما ظمئت إلى الحياة: |
(وتدفق الخفر إلى وجه الصبية.. |
وشاع الفجر في وجهها... |
وأقفلت الباب)!! |
* * * |
قلبك حبيبي... فكيف يكون التمرد عليه.. أو منه؟! |
اشعر بلحظات فراغ.. كلما غاب وجهك عني.. |
تتحول الحياة إلى غابة موحشة.. مزدحمة بالأصداء أمامي.. |
كلما سافر صوتك في الصمت! |
أشعر - أيضاً - بك.. كأنك تهربين من كل الماضي أمامي.. |
إنك في حضوري تحتفلين بالحاضر.. كأنه بناء المستقبل! |
فهل أصبحت دقات قلبك أقوى من كل الماضي؟! |
نحن لا نهرب من شيء يا حبيبتي.. |
نحن ننغمس في الأشياء التي تسكننا.. والأشياء التي تعبر بنا.. |
أخاف عليك من التعب.. تعبك مني، وتعبك منك! |
* * * |
أكون دماً.. في كل المسافة التي أركضها إليك.. |
أكون نبضاً.. في كل الزمن الذي أحياه في بهاء عينيك. |
أكون حزناً ونداء.. في كل الخارج من الزمن.. ذلك الذي يبعدك عني! |
أكون الصهيل الدائم.. في الجنون بك.. في الجنون معك!! |
لتشهدي - حبيبتي - أنك أنت الحياة الأغلى، والأنبل.. |
وبدونك.. لن تبقى حياة!! |
* * * |
|