نحو مدارات الشموس |
كأنك كنت ((غائبة)) في رحلة طويلة، وعدت... |
فاندفعت نحوك.. احتضن السؤال والجواب.. |
احتضن الابتسامة والدمعة... |
احتضن ذلك الخيط الرفيع بين ليلي ونهارك! |
كأنك أفقت من غيبوبة.. |
ففاض فرحي.. حتى شعرت بعجز كامل عن الفرح! |
كأنّ ((بصمة)) الطبيعة قد باركت حبنا.. |
لم يَنْمُ هذا الحب سريعاً.. ليذهب.. |
إنه مثل ساق زهرة.. تسامق في الهوينا.. |
فهل سترينه يبقى حتى الرمق الأخير؟! |
* * * |
إذا أردتِ أن تثيري جُنوني.. فـ ((أوحشيني))! |
لكن لا تدعي كلمتك المميزة: ((نعم)) تتغرب عني.. |
بعض الكلمات يقتلنا.. يحيينا! |
بعضها - فقط - عطاء التوحيد.. عندما يحلم السؤال بإجابة |
ـ ((نعم)): قدرة بوحك التي تمتلك أبعاد زماني! |
* * * |
جاء يومٌ... فاشتغل الخفق في صدرك! |
في صدري! |
لكنها لم تكن المفاجأة.. وأيضاً لم يكن المتوقع.. |
رأيتك ((تتفرجين)) على ركضي إليك.. |
حين كنت أحاول القفز فوق حاجز الخوف من هروبك.. |
حين كنتِ أنت تحاولين قهر النفس.. |
كأنك الأضعف.. بكل دفق وجدانك.. |
وكأنك الأخَوْف مني.. بكل قدرتك على التحدي! |
وكان إصغاؤك ((مناخاً)) لأروع نغم عزفته لك.. |
حين كنت أمامك ذلك ((التربادور(( المجنون.. |
يردد أشعار هواك/هواي! |
* * * |
أيتها ((المهرة)) الأكثر جموحاً.. وركضاً نحو الأمام: |
أمدّ يدي إلى يدك.. لتَطلع إلى الزمن الذي يليق بنا - معاً - |
لنطلع بالفرح الذي يفتح ذراعيه.. ويضمنا إلى صدره.. |
لنطلع بالانتصار على الخوف، والتردد، والرواسب.. |
فتتفتح الحياة بوجهك.. بابتسامتك.. برضاك! |
* * * |
أيتها ((المهرة)) الأنضر.. الأكثر طلوعاً وألقاً.. |
أنت التي دفعت خطواتي نحو مدارات الشموس.. |
أنت زفاف انتظاري الطويل.. إلى مواكب الفرح والوعد.. |
لكنّك لم تقولي شيئاً في الرؤية المباشرة.. في العبارة المحتضنة!! |
أنت تركت الأسئلة تصنع إطار الحكاية.. |
تركت الحروف ترسم صورة العشق الجامح - الحنون. |
تركت قلبي يضم جناحيه على الأمل الذي يحتفظ به.. |
منذ وُلدتْ النظرة الأولى.. الكلمة الأولى.. الحوار الصامت الأول! |
* * * |
أيتها المهرة التي ((أمهرتني)) نبلها: |
ها أنت تمنحينني هذه العاطفة النبيلة.. |
ينتصر بها الجمال.. حين يلبسه الجلال! |
أنت بما ((مهرتني)) به.. قد أعطيتني منك ما هو أحلى.. |
لتأخذي مني ما هو أغلى.. |
ليكون أخذك مني.. هو قمة منحي لك! |
ليكون منحي لك... هو إنسانيتك في عمري! |
* * * |
أيتها التاريخ ((العمري)) الأول.. في ميلادي: |
دعي هذا ((الأبيض)) قلبك. |
هذا الأبيض قلبي: |
يلوذ كل منهما إلى الوطن الذي عمرناه - معاً - في إطلالة قمر.. |
وينْهلُ من نهر.. يزداد صفاؤه، كلما شربنا منه! |
|