إنني أستقبل الشمس كل صباح.. |
لأن أملي يتسع ولا يتقلص، |
لأن الراحة أن أبحر في الزمان والخفق، |
فالمكان مساحة مؤقتة، |
لأنني أصبح شهقة الفرح.. كلما غنى القمر للنجمة |
التي تطارده! |
إن كل يوم جديد هو حبي.. |
أركض خلف الحنين، |
وتمتزج به آفاقي ومسالكي، ولهبي، والابتكارات في تأملي، |
أشتاق أن أبكي بصمت، |
لتدق دموعي جبين الأرض.. |
ولتختلط بمياه المحيطات، |
فتلد التربة زهرة لا تخضع لتوقيت الفصول، |
وتطلع الزهرة غداً جديداً للأرض والزيتون!! |
* * * |
كأن الفصول أتحدت واجتازت بي غربة الجراح، |
كأن الزوابع انهزمت وبدأت رحلة جديدة إلى الميلاد. |
وملأت صوتي نغماً، |
وخرجت إلى الحقول التي أحرقتها ((الدواعي))، |
أغني للشوك، وللنوى.. |
أغني للأمسيات التي غمرتها الأصداء، وتجمد فيها |
التاريخ، |
وللنهار الذي يزحف بنا إلى أخذ محدود.. |
أغني بنبرة الحزن قائلاً: |
بعض الأشياء لا توجد أكثر من مرة واحدة في حياتنا!! |
* * * |
طائر.. يحتد بصره في الليل.. |
ويكبر جناحاه تحت نجمة حرانة... |
هذا هو أنا الذي يرحل بحثاً عن اللحظات القليلة بالعطاء المنهمر!! |
نحن نرحل غالباً دون أن نعرف لماذا كان الرحيل، |
وإلى أين منتهاه؟! |
الرحيل.. هو أن لا نعرف شيئاً مما كان يروي جوانحنا، |
لأننا نرفض ألا نعيش الصورة مكتملة، |
فأية صورة اكتملت ولم تصبح تحفة معلقة على الجدار؟! |
إن اللحظات القليلة لا يمكن أن تنتهي من أجل أسباب كثيرة.. |
بل نحن نخضع كل أسبابنا لتلك اللحظات القليلة.. |
فالذي نأخذه ونعطيه هو لحظة صادقة.. |
تضيع في عمر كامل مليء باللحظات الباهتة والكاذبة!! |
إنني لا أطلب منك أن تعطيني كل شيء.. |
بل أطلب منك أن لا ترفض عطائي لك! |
* * * |
من الصعب أن تطلب من الآخرين أن لا يعرفوا شيئاً.. |
لأنك لا تقدر إلا أن تكون ((مرة)) واحدة في الحياة! |
إن الذي لا يوجد أكثر من مرة واحدة في حياتنا.. |
هو الحب، |
وهو الموت والأرض!! |
واللحظات القليلة الحافلة بالعطاء.. |
وبالصدى هي خط الحياة.. |
ونحن نهرب منها أحياناً.. |
لأننا نخاف أن نفقدها فجأة.. ونبكي.. أو نموت، |
أو لا نستعيد الأرض.. وندفن فيها!! |
إننا لا نخاف من الموت أبداً.. |
لكننا نخاف من الحياة عندما تموت في الحياة! |
* * * |
ما زلت أواصل التجديف تارة، |
والسباحة تارة أخرى عبر المسافات الطويلة.. |
والبحر يجف.. |
العمر بحر شديد الموج.. شديد السكون، |
ولقد فقدت بعدك الشاطئ الذي ترسو فيه سفني المحترقة، |
وسفني المسروقة.. |
ولم يتبق منها سوى هذه ((الصارية)) المرفوعة بعناد.. |
تواجه الموج، وتتكحّل بملوحة البحر!! |
إنني أغتصب الفرح بالكلمات، |
وأخبئ لك في زوايا الحزن ألف ضلع.. |
ما زال يخفق بعهدي لك. |
أفتح أبوابي لدربك، |
وأرسم وجهك فوق الأشرعة المرتحلة.. |
أرسمه فوق سيف المتنبي.. |
أرسمه في ذاكرة المطر، |
وأعود منك إليك!! |
* * * |
أسوق الساعات أمامي وأرميها فوق الرمل.. |
وأتقاسم معها الظل، والفضاء، وعطش الرمل.. |
وما زلت أراك أصل ذلك الظل، |
ومساحة هذا الفضاء، |
والمطر الذي يسقي عطش الرمل!! |
أي امتصاص يشرب صبري وينبت التنازلات؟! |
أصبحت غالية أكثر، ولا تدرين، |
وأرفضك وأختبئ في وجودك متعباً!! |
ها أنذا أتقاسم معك الحياة والموت في البعد والقرب.. |
ولد رأسي ألف فكرة وفكرة، |
ودائماً تضيع أفكارنا في منتصف الطريق.. |
بين اقتناعنا بها، ورفض الآخرين لها، |
أو بين دخولها في الآخرين.. وخروجنا منها! |
لكننا نخوف أفكارنا، |
ونقسو على خفقاتنا.. |
إننا معذبون بالفرح الذي يقتحمنا - للمناسبة - دون أن ننتظره، |
ويتخلى عنا دون أن يكتمل!! |
فنحن نهرب من فعاليتنا إلى انفعالاتنا!! |