شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أقراص منع حمل الغد
إنني معترف ورافض لبؤس الحب في العالم!..
إنني أرث خرائط الحروب،
وأعلقها فوق جدران التاريخ!!
إنني الإنسان العربي..
الذي حجزوا له ذاكرته في الماضي، ونسيها..
إنني البراءة،
ونصوص العنف التي يمثلها العذاب..
فوق مسرح العالم الكبير!
فكيف يجد الكاتب بداية كل كلمة..
وهو يتناول أقراص منع ((حمل الغد))؟!
* * *
قلبي على الشمس حينما تشرق غداً..
فلا تجد من يراها.
قلبي على القمر..
فقد ابتعد زمنه إلى طلاق الحب!
لقد أصبح الوطن ((شخصياً))..
وأصبحت الأرض منابر للخطابة!
لقد تحولت الكارثة إلى تاريخ..
يرسمونه فوق طوابع البريد.
* * *
كل الكتّاب العرب..
كلّ الشعراء،
يدربون الكلمة الآن على بساطة الحزن،
وعلى التسامح في العذاب.
الشعراء والكتّاب الذين حلقوا بالكلمة..
حيث بلغوا حدود القمر،
وأخذوا ((إمضاءه)) عليها..
يأخذون اليوم: إمضاء ((بيجن))..
وسعد حداد، والمليشيات،
والبحث عن الذات على كلماتهم.
إنهم يتوسدون قلوبهم، ويموتون!
* * *
إنني الناطق..
باسم وجدان التاريخ المعاصر..
حروفنا فقدت بكارتها، فشاعت،
فقدت رونقها، فشاخت!
حروفنا..
كيان اللهب فوق مساحة الاغتيال.
* * *
التاريخ العربي..
شطرنج في أيدي اللاعبين بالنار،
والذين يطمسون المستقبل،
لقد عشقنا الكلمة،
واستهلكناها...
أصبحت الكلمة مهرجان نسياننا،
ووراثة ذاكرتنا المثقلة بالصدمة،
وبالمفاجأة،
وبالعطر الرديئ!!
* * *
إنني مستقيم.. مستقيم.
رأسي نافورة،
وصدري وجار..
وفي عيني الحياة:
ما بين الإخراج والتمثيل،
والعالم ينطق بالممارسة!!
فهل الكلمة العربية...
تحتاج إلى مكبرات للصوت..
ليسمعها العالم كله فيفيق.
ويعي،
ويتلفت؟!
لقد صرخت الكلمة عبر الرصاص،
ومن فوق الجثث..
صرخت.. صرخت،
وما زالت الكلمة المنادية بحرية الشعوب..
هي ما بين التداول والتأثير!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1029  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 194 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.