في داخلي سؤال.. أنشره وأطويه.. |
أدفع به إلى الموج وأسترجعه. |
أتفاءل به وأنكسر بعد ذلك منهزماً!! |
الناس يبحثون عن الحنان. |
الناس أضاعوا ميلاد أشيائهم الغالية! |
الناس يومضون كالبرق في الليالي المرعدة.. |
ولا يهتمون بميلاد الحياة الجديدة! |
* * * |
ـ أي ميلاد؟! |
ـ أوه.. لا شيء يا سيدي.. |
إلا شنشنات تصدر من داخل جيبك. |
إما أن ينفتح الجيب.. |
أو ينفتح الصدر همًّا وتعاسة.. |
ـ العصر مادي بحت، |
ـ الناس قد تعودوا على المال! |
ولكن.. ليس هذا هو السؤال.. |
المحور.. مسافته أوسع، |
والفرجال مشلول الساقين.. لا يعطي دائرة مكتملة. |
في هذا الزمن بتنا محدودي النظرات.. |
الذي نراه أمامنا نبصره. |
عيوننا أتعبها الرمل.. |
صدورنا أغرقها الزبد!! |
* * * |
ـ قال جبران: الحياة محبة.. فراقبوا وجدانكم تفوزوا بالحياة |
(ضحك متواصل)!! |
ـ قال باخ: الحياة نغم.. فاصمتوا قليلاً لتصل إلى أسماعكم.. الأصوات الجميلة التي تريح نفوسكم التعبة! |
(صفير متقطع)! |
ـ قال سائق تكسي: المشوار بعشرين ريال... |
وإلاّ فإن المشي رياضة هامة حتى لا تصاب بتصلب الشرايين! |
(بصقة لا متناهية)!! |
* * * |
ـ لماذا أبقى داخل ميناء واحد؟! |
الجميع يجلسون، وأنا أحب أن اقف ولو على راسي! |
منتهى العشق، ومبتدأ الرغبة، |
والذين ماتوا ويموتون (والله استراحوا).. |
حقيقة البقاء، وفلسفة الرحيل!! |
وجداني مقهور... مثلّم.. |
والطرقات ليست كلها الآن تؤدي إلى روما! |
إنني أبحث عن طريق واحد لا يجعلني عدة أجزاء.. |
طريق يلمّ هذه البعثرة كلها.. ويقتلني! |
إنني - في البداية - لا أبحث عن الحنان.. |
كل القسوة أن تكون ميتاً، وتحاسب على الحياة! |
مجداف من حنين، ومجداف من صفعة. |
الحب هكذا.. الحلم فيه مريح، والمعاناة فيه صهد وقّاد. |
وكلماتي تسافر إلى عقول الناس فيتفلونها.. |
وتقرع صدورهم فيهيلون عليها الفضلات العفنة!! |
إنني أومض.. أومض.. |
أصبح وعياً مجروحاً.. |
أتحول شرارة تطوف وترجع إليّ.. لتحرقني! |