إفتحي نافذة الوعد.. |
يا موعداً يشرب من الفجر.. |
ويهطل على ضلوعي فيرويها أملاً!. |
أطمسي الأشياء الصغيرة.. |
تلك التي كانت تكسر قلبي، وتثقب ذهني.. |
تفتحي كالصباح. كالخيلاء.. |
كالوردة البكر.. |
وأمنحنيني خارج الزمان.. |
حيث تدنو المحبة، وينسكب صدق الفؤاد.. |
كنغم متناسق منساب.. |
دعيني أتزنر النجوم، وأضيع في حفيف العمر.. |
دعيني أغيب في كثرتك التي تغطي مهجتي وترويها.. |
فلقد كنت بدونك.. |
(على أيامي كان يشهق صمت ويبكي سكون)!.. |
كان تعب روحي يكسر ساعاتي. |
أصبحت ساعاتي - وأنت زمنها - |
تكسر الوجع والحزن والتعب.. |
وتطوف بي مدن البهاء والغبطة. |
هنا - في صدري - |
لم يتبق إلا حكاية لا مثيل لها.. لا شبيه! |
أنت الحضور، والاغتراب... |
أنت الوعد والانتظار.. |
أنت السيف والغمد.. |
أنت الكلام والصمت.. |
أحكي لك عنك، وبين الليل والليل ((شمس تشرق من صوتك)).. |
وبين النهار والنهار قمر يضيء من شعرك! |
* * * |
عندما كنت أترقب إيابك.. |
أخذت أكرر الزمن تحت جفني كل صباح ومساء.. |
لم تكن البغتة وشماً في تصوري.. |
أو على تجسيدي.. |
لكني كنت المتيقن من اعترافك بالشوق، |
ومن استجابتك للحنين.. |
وعندما كنت تلوحين عائدة.. |
أيقظت زهرة كانت نائمة لتنتشي بشالك!.. |
وضمخّت صوتي بتخطّرك! |
* * * |
آت أنا من الرياح وصبر العمر... |
أحمل غزّارة الشلالات ونقاءها وانسكب في أرضك.. |
جوادي المستحيل.. |
وزمني الجديد القديم يبدأ من عينيك.. |
أنقش إيماءاتك وشماً على صدري.. |
فأجدك الكلمات المحفورة من داخل الصدر.. |
وتلوح حرائق الجبين كأنها الصراخ.. |
كأنها الكبرياء الذي تكبرين فيه وتلدين ملامحي. |
* * * |
آت أنا.. |
فلسنا - أنت وأنا - إلا الزمن الواحد.. |
والخفقة الواحدة، |
والانفعال الواحد، |
والهمسة الأخيرة المتحدة.. |
نكون فيها المحارب والمستسلم. |
الشوق والعجز.. |
الخيل والأماني. |
أغني وأتقدم نحوك.. |
أزرع في صدرك قلبي. |
أملأك لمحاً، وشوقاً، وهوى.. |
إنني حدس في لياليك.. |
فإلى أين المفر مني؟! |
* * * |
أركض بك إلى شباب الزمان وقد صرتِ كل عمري.. |
صرتِ رمحاً في انفعالات هذ العمر.. |
أمزجك بحفاوة روحي وإحتضار قدرتي.. |
أزرعك سنبلة في أرضي المأهولة بضوئك، |
وأعبر بك دمي وأنفاسي. |
لنصل أنت وأنا حدود الخوف.. |
هناك حيث يحتفلون بعرس الحياة.. |
فأنت - لا غيرك - كل الحياة! |