إنني بريء.. ومتهم!! |
إنها مشكلة عويصة.. |
أن أصل هاتين الإدانتين لي! |
فالبراءة إدانة.. |
تدل على نصاعتك، وعلى تجردك، وعلى استقامتك. |
وكلها صفات ينظر إليها الناس دليلاً على البلاهة، |
وعلى الطيبة، |
وعلى خسارتك في معركة غير متكافئة! |
والاتهام.. يدل على ارتكابك خطأ، |
وعلى تورطك في شيء لا يرضى عنه الناس، |
وعلى انحرافك عن الخلق، |
أو العقل، أو المنطق، |
وكلها شواهد يمارسها الناس ويشجبونها بعفوية، وعاطفية! |
ولكني أتعثر حينما ألوّن خلقي، |
وأستغل عقلي، |
وأخنق المنطق في تصرفاتي! |
* * * |
أتذكر ((عوليس))... |
وقد باتت أغلب أشيائنا جروحاً مغطاة بالملح! |
ما الذي نشعله في داخلنا.. |
ما الذي يشعلنا من خارجنا؟! |
إننا لا أكثر من ((ممارسين)) لحادثة، |
وكل حادثة نتأرجح فيها بين الإدانة والبراءة. |
وصدورنا عارية. |
وعقولنا جوفاء.. |
لأننا نستولي على كل المعاني فينا بمعاركنا المادية! |
لا شيء يخرج بريئاً منا.. |
لا شيء يستحق الإدانة فينا.. |
ولكن سلوكنا الإنساني متوتر.. |
يطالب ولا ينمو.. |
يتمزق ولا يفعل شعوراً نعترف به كلنا! |
الحادثة تؤثر في خطواتنا، |
ونعجز أن نفعل الحادثة ذاتها.. |
وفي استطاعة أي إنسان أن يدعي البراءة، |
وأن يدين غيره، |
ويفشل أن يدين عجزه.. |
لأنه لا يرغب أن يعترف باحتياجه لقيمة الأشياء! |
* * * |
من أجل أن نحقق مكاسب الوضوح في علاقاتنا |
مع تصرفاتنا، |
فلا بد أن يكون لنا دور نرتفع به نحو مطالب الحياة، |
بدل أن يهبط بنا إلى احتياجاتنا في الحياة!!. |
ومن وقت طويل. |
نسي الناس ما هو الحب، |
ولكنهم لن ينسوا أبداً شقاءهم.. |
من أجل الحب أو نفيه!! |
إننا ننفي بعض ما هو في جوهرنا.. |
لنحصل على براءة.. |
ندين بها هذ الجوهر!! |