شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بريء.. ومتهم
إنني بريء.. ومتهم!!
إنها مشكلة عويصة..
أن أصل هاتين الإدانتين لي!
فالبراءة إدانة..
تدل على نصاعتك، وعلى تجردك، وعلى استقامتك.
وكلها صفات ينظر إليها الناس دليلاً على البلاهة،
وعلى الطيبة،
وعلى خسارتك في معركة غير متكافئة!
والاتهام.. يدل على ارتكابك خطأ،
وعلى تورطك في شيء لا يرضى عنه الناس،
وعلى انحرافك عن الخلق،
أو العقل، أو المنطق،
وكلها شواهد يمارسها الناس ويشجبونها بعفوية، وعاطفية!
ولكني أتعثر حينما ألوّن خلقي،
وأستغل عقلي،
وأخنق المنطق في تصرفاتي!
* * *
أتذكر ((عوليس))...
وقد باتت أغلب أشيائنا جروحاً مغطاة بالملح!
ما الذي نشعله في داخلنا..
ما الذي يشعلنا من خارجنا؟!
إننا لا أكثر من ((ممارسين)) لحادثة،
وكل حادثة نتأرجح فيها بين الإدانة والبراءة.
وصدورنا عارية.
وعقولنا جوفاء..
لأننا نستولي على كل المعاني فينا بمعاركنا المادية!
لا شيء يخرج بريئاً منا..
لا شيء يستحق الإدانة فينا..
ولكن سلوكنا الإنساني متوتر..
يطالب ولا ينمو..
يتمزق ولا يفعل شعوراً نعترف به كلنا!
الحادثة تؤثر في خطواتنا،
ونعجز أن نفعل الحادثة ذاتها..
وفي استطاعة أي إنسان أن يدعي البراءة،
وأن يدين غيره،
ويفشل أن يدين عجزه..
لأنه لا يرغب أن يعترف باحتياجه لقيمة الأشياء!
* * *
من أجل أن نحقق مكاسب الوضوح في علاقاتنا
مع تصرفاتنا،
فلا بد أن يكون لنا دور نرتفع به نحو مطالب الحياة،
بدل أن يهبط بنا إلى احتياجاتنا في الحياة!!.
ومن وقت طويل.
نسي الناس ما هو الحب،
ولكنهم لن ينسوا أبداً شقاءهم..
من أجل الحب أو نفيه!!
إننا ننفي بعض ما هو في جوهرنا..
لنحصل على براءة..
ندين بها هذ الجوهر!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1201  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 178 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج