في الحب.. |
نجري إلى كل الجدران لنزيلها، |
فمكان كل جدار نحاول أن نزرع غرسة من الزهور لتنمو |
وتكبر، |
وتتحول تلك الغرسات إلى سياج... |
يحوط بيت الحب الأسطوري الذي نسكنه. |
إنني أتواجد في هذه المساحة الهائلة.. |
أبني حروفي لتصبح شمعة كبيرة، |
أشعلها من لهب صدري لتضيء وجهك، |
إنك تأتين كزهرة اللوتس.. |
أود حينئذ لو أتحول من شمس تبزغ |
إلى مساء تتفتحين في ظلاله. |
إننا نبحر في الزمان والمكان، |
فإذا أنت منزرعة في بهاء الحزن، |
وفي دفء أشواقي، |
وإذا أنا شهقة فرح.. |
في لحظات الفرار من التحديق، |
ووجهك يبرعم يباسي.. |
يصوغ وحدتي من تخاطف يصنع مفارق الأيام! |
* * * |
آخذك إلى البعيد.. |
وكلما تلفتنا خلفنا رأينا ظلينا يتحدان في عناق! |
ونعدو إلى الـ ((هناك))... |
نبتكر الزمان الطالع من خفقنا.. |
نرحل إلى الضلوع.. |
نغيب في هتاف الحياة عندما تعطى.. |
وأروي لك حكاية السنونو المهاجر، |
والوردة الطالعة من ساق أخضر كما ((فلة)) القلب، |
والجدول المنساب.. |
عطاؤه من النبع إلى الحقول لا ينضب ولا يمل.. |
أروي لك سنين الركض في وجه الشمس.. |
مشوار العرق والحزن، وفراغ الحياة وأنت بعيدة، |
وجنون الحياة وأنت صامتة، |
وضوء الحياة وأنت تثمرين.. |
فتملئين مساحاتي زروعاً.. |
صوتك وعد |
وهمسك عهد.. |
وإيماءتك تأذن للفجر أن يبزغ! |
* * * |
أول حدودي أنت، |
وآخر حدودي أنت.. |
بك أعلو على مرتفعات الهم. |
من وجهك أرسم الصباح، |
وأنبت كل مساء في أرضك غصناً لا ينكسر! |
أقول لك: تطلعي إلى البعيد.. |
هناك كتبت في حدقتي المساء اسمك، |
ونثرت خفقي على دربك.. |
لتزهري كل يوم كسوسنة. |
هناك.. حفرت فوق جذع الشجرة.. |
ابتسامتك الصافية، |
فاثمرت تفاحاً.. |
تفرعت فتحولت إلى غابة السحر والعطر! |
هطل الغيث من شفتيك ذات مساء، |
وكانت ابعادي منهدّة، |
وجفني بلا رموش، |
وشفتي مشققة الحفافي، |
وكلمات صفحاتي تنثرها الريح.. |
نحو الضياع والغرق.. |
فإذا أنت تتألقين كلؤلؤة مخطوفة، |
وتتفتحين كزهرة برية في أيام الربيع، |
وتوصوصين كنجمة القمر! |
وإذا أنا أبدا بك الفرح الجديد. |
وأعبر ذهولي.. |
وإذا أنا أستعيد غبطتك.. |
تلك التي تكبر - كوطن - |
وأطير كعصفور لا يمل التحليق! |
* * * |
إنظري... |
العالم كله في الخارج يبحث عن الحب... |
الذي صرعه من وراء أحراج تعبه، |
علّمي بيت الحب الأسطوري... |
أن يحمل رضاءه، |
ويستقبل دخولك إليه وحدك.. |
لحظتها يصير الزمن رافضاً للندم! |
* * * |
كوخي يهتز تحت رياح غضبك، |
وأنت تفكرين في نفيي. |
كوخي.. بابه مشرع، |
يستقبل إشراقك. |
والليل يرضعني أسفاري، |
و... ((أتدروش)).. |
وأهز الظلال بجفني. |
أصبح كل ما يطوف على الساعات، |
هو وجهك الآتي دائماً.. |
الذاهب قسراً، |
وأحمل انكساراتي وهي مخاض زمني، |
وأحولها تضاريس ملائمة، |
لتقبل كل ما ينام في الفواصل المعتادة بين الليل والنهار، |
فتأملي هذا الليل.. |
إنه مستنفر بكل لحظاته، |
ليحمل إلى إصغائك حكايتي، |
وجرحي، ووميضي، |
ورصاصي، ورائحتك العبق، |
وخلودك تحت جفني!! |