شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بلا ندم
في الحب..
نجري إلى كل الجدران لنزيلها،
فمكان كل جدار نحاول أن نزرع غرسة من الزهور لتنمو
وتكبر،
وتتحول تلك الغرسات إلى سياج...
يحوط بيت الحب الأسطوري الذي نسكنه.
إنني أتواجد في هذه المساحة الهائلة..
أبني حروفي لتصبح شمعة كبيرة،
أشعلها من لهب صدري لتضيء وجهك،
إنك تأتين كزهرة اللوتس..
أود حينئذ لو أتحول من شمس تبزغ
إلى مساء تتفتحين في ظلاله.
إننا نبحر في الزمان والمكان،
فإذا أنت منزرعة في بهاء الحزن،
وفي دفء أشواقي،
وإذا أنا شهقة فرح..
في لحظات الفرار من التحديق،
ووجهك يبرعم يباسي..
يصوغ وحدتي من تخاطف يصنع مفارق الأيام!
* * *
آخذك إلى البعيد..
وكلما تلفتنا خلفنا رأينا ظلينا يتحدان في عناق!
ونعدو إلى الـ ((هناك))...
نبتكر الزمان الطالع من خفقنا..
نرحل إلى الضلوع..
نغيب في هتاف الحياة عندما تعطى..
وأروي لك حكاية السنونو المهاجر،
والوردة الطالعة من ساق أخضر كما ((فلة)) القلب،
والجدول المنساب..
عطاؤه من النبع إلى الحقول لا ينضب ولا يمل..
أروي لك سنين الركض في وجه الشمس..
مشوار العرق والحزن، وفراغ الحياة وأنت بعيدة،
وجنون الحياة وأنت صامتة،
وضوء الحياة وأنت تثمرين..
فتملئين مساحاتي زروعاً..
صوتك وعد
وهمسك عهد..
وإيماءتك تأذن للفجر أن يبزغ!
* * *
أول حدودي أنت،
وآخر حدودي أنت..
بك أعلو على مرتفعات الهم.
من وجهك أرسم الصباح،
وأنبت كل مساء في أرضك غصناً لا ينكسر!
أقول لك: تطلعي إلى البعيد..
هناك كتبت في حدقتي المساء اسمك،
ونثرت خفقي على دربك..
لتزهري كل يوم كسوسنة.
هناك.. حفرت فوق جذع الشجرة..
ابتسامتك الصافية،
فاثمرت تفاحاً..
تفرعت فتحولت إلى غابة السحر والعطر!
هطل الغيث من شفتيك ذات مساء،
وكانت ابعادي منهدّة،
وجفني بلا رموش،
وشفتي مشققة الحفافي،
وكلمات صفحاتي تنثرها الريح..
نحو الضياع والغرق..
فإذا أنت تتألقين كلؤلؤة مخطوفة،
وتتفتحين كزهرة برية في أيام الربيع،
وتوصوصين كنجمة القمر!
وإذا أنا أبدا بك الفرح الجديد.
وأعبر ذهولي..
وإذا أنا أستعيد غبطتك..
تلك التي تكبر - كوطن -
وأطير كعصفور لا يمل التحليق!
* * *
إنظري...
العالم كله في الخارج يبحث عن الحب...
الذي صرعه من وراء أحراج تعبه،
علّمي بيت الحب الأسطوري...
أن يحمل رضاءه،
ويستقبل دخولك إليه وحدك..
لحظتها يصير الزمن رافضاً للندم!
* * *
كوخي يهتز تحت رياح غضبك،
وأنت تفكرين في نفيي.
كوخي.. بابه مشرع،
يستقبل إشراقك.
والليل يرضعني أسفاري،
و... ((أتدروش))..
وأهز الظلال بجفني.
أصبح كل ما يطوف على الساعات،
هو وجهك الآتي دائماً..
الذاهب قسراً،
وأحمل انكساراتي وهي مخاض زمني،
وأحولها تضاريس ملائمة،
لتقبل كل ما ينام في الفواصل المعتادة بين الليل والنهار،
فتأملي هذا الليل..
إنه مستنفر بكل لحظاته،
ليحمل إلى إصغائك حكايتي،
وجرحي، ووميضي،
ورصاصي، ورائحتك العبق،
وخلودك تحت جفني!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1354  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 176 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج