شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ممارسة الموت
الإنسان تضنيه المعايشة لاكتساب المتاح..
والتعزّي عن المهدر والضائع!!
ولا بد أن أجمل لحظات العمر..
هي التي يجد فيها الإنسان ((داخله))..
فيصفّيه وينقيه من كل شوائب الرغبات والضعف والصغائر
التي علقت به..
ويغسل أعماقه بلحظة صدق، ولحظة حب، ولحظة أمل!!
إن داخل الإنسان في عصرنا اليوم هو المشكلة..
لقد فسدت السرائر..
وتشوّه الجوهر بكل ((المتاح)) المادي..
هذا الذي أفقدنا المعاني، وتحولت هذه المعاني إلى
((الأصعب والأعظم))..
تحولت إلى الشيء الوحيد الذي ضاع منا!!
* * *
إن الوشائج بين الناس أصبحت واهية جداً..
لأن حدة الرغبة في مبدأ: ((خذ وأعط))..
مسيطرة على عاطفة الإنسان وتفكيره..
إن ما هو ((متاح)) من فلوس، ومكانة، وفرص..
غمر - حتى الغرق - كل لحظات التأمل في حياة الإنسان
فلم يعد يجد نفسه.. يجد جوهره..
يجد روابطه الإنسانية بالمرأة التي تعشق..
والصديق الذي يخلص،
والأسرة التي تتماسك،
والناس الذين لا يهمهم في عطائهم لك نسبة ما يأخذونه منك!!
إنه الخوف، والحزن، والتفاهة، والشره..
* * *
إن بطل إحدى الروايات يقول للأنثى التي يعالجها
من انهيارها العصبي:
ـ ((إن العالم يبدأ وينتهي داخل الإنسان،
وعندما نشغل أنفسنا بهدف، فلا بد أن الحياة تصبح
ذات معنى..
فلا تنسي أن تبحثي عن معنى الحياة))؟!!
وهذا البحث هو الإجابة على السؤال المرهق عن المتاح
والضائع..
فعندما يحب الإنسان الحياة..
لا يهدرها في الصغائر، والمواقف المؤقتة..
الحب للعمر..
هو في تأكيد (المعنى) الغامض الذي يركض الإنسان من
أجل اكتشافه..
ليستطيع أن يؤكد قائلاً:
ـ لقد عشت الحياة، ولها طعم ونكهة!!
ولكن..
من هو الذي يستطيع الآن أن يضع إصبعه فوق وجنة
الحياة..
أو يطبع شفتيه بقبلة رضا؟!
إنه كلام شاعري..
خيالي..
يبحث عن الإنسان ويتحدث عنه ويعجز أن يجده أو يحققه!!
إن عواطف الناس في هذا العصر مصابة بانهيار عصبي!!
إن عاطفة الناس تعاني من إغماء مزمن..
إن تأكيد ((المتاح)) في حياة الناس.. يثبّتونه عن طريق
الشيء المهدر، والضائع من عواطفهم ومعانيهم، وصميمية أعماقهم!!
وما زال ((المفترق)) يتكدس بجثث من ((قلوب)) الناس وعواطفهم..
بينما الذي يركض ضائعاً وحائِراً أمام مفترق الطريقين
(الحب والموت)..
هو الإنسان الذي فقد الحب، ويمارس الموت!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2204  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج