ما ضل حرفك في درب وما ضاعا |
بل حلَّ ما بيننا رمزاً وإبداعا |
نحسّه ومضات حية صدعت |
بها الأحاديث تلفازاً ومذياعا |
نراه أخيلة بيضاً محلقة |
يسمو بها الفكر إلهاماً وإشعاعا |
تروي صدى أسطر للنـور مــا فتحـت |
لها الليالي من الأبواب مصراعا |
يا أيها الرجل المعطاء معذرة |
ما أنصف الناس إذ سموك مناعا |
إن لم يك المال من أفراد حاشيتي |
ولم أكن لفضول القول سمّاعا |
وليس لي قوة في الأرض ضاربة |
فكيف يصبح عبد الله منّاعا |
لولا عطاؤك ما جئنا إليك هوى |
يزفنا الشوق أبصاراً وأسماعا |
كم ليلة من ليالي شرقنا رحلت |
بنا جواريك تحليلاً وإقناعاً |
نصغي لجدولك الرقراق منسكباً |
يصب في قنوات العقل إمتاعا |
لولا عطاؤك ما عانقتَ ذاكرة |
وما حملت لها ورداً ونعناعا |
وما تهلل قلب كاد من طرب |
يشدو فيرقص أحداقاً وأضلاعا |
مولاه سطر في تاريخه سمةً |
أحيا لنا سُنَناً فضلى وأوضاعا |
كفاه طوّقتا جيد الزمان ندىً |
ويمتطي الليلَ للخيرات نزَّاعا |
هذي يصون بها القربى ويُسعِدها |
وتلك يأسو بها كلاًّ ومرتاعا |
لو كان حاتم طي في ضيافته |
يرى القِرى صُوراً شتى وأنواعا |
لصاح يعلن أنِّي وابن زائدة |
جئنا نبايع رب القصر إجماعا |
الجود في عصركم تهذيب مجتمع |
وكان في عصرنا ريَّاً وإشباعا |
طوبى لمن فـك قيـد الـحزن عـن كبد |
ومن شرى في سبيل الله أو باعا |
يا صاحبي أنت مثلي ذو مكابدة |
قد أيقظت ذكرياتي عنك أوجاعا |
لكنني في دروب الهم مغترب |
وأنت أطول مني في الهوى باعا |
بعض الذين محضناهم مودتنا |
صاروا خصوماً لنا لُدَّاً وقُطَّاعا |
لا يأنفون إذا عاشوا سماسرة |
وفي المحافل للأعراس أتباعا |
لا يحسنون سوى آمين إن نطقوا |
مذبذبين يرون الحب أطماعا |
يا صاحبي أنت رمز في صحافتنا |
نجماً يجوب عباب الأفق لمَّاعا |
فيم الملامة والأقدار تحكمنا؟ |
تطفو القشور ويهوي اللؤلؤ القاعا |
هذا عطاؤك "اقرأ" موكب أَلِقٌ |
ما ضل حرفك في درب وما ضاعا |