شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم يرتجل الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد.
- الكلمة الأولى هي التبريك لصاحب هذه الدار العامرة إن شاء الله وتجديد هذا اللقاء الخيّر من الاثنينية، ولا بد أن أضبط ساعتي حتى لا يؤاخذني أبو الشيماء، فشكراً للصديق المفضال الأستاذ عبد المقصود، أنا مع أبي الشيماء وليس ضده أنا معه في التنظيم وفي التخفيف وفي كل شيء، إنما هي الكلمة تجر الكلمة والحديث ذو شجون.
- نعود إلى الاثنينية في هذه الدار العامرة بأهلها إن شاء الله وأنا في كثير من الأحيان أتكئ على الدكتور طه حسين فأستشهد بكلماته لقد قال في مستهل الكلمة التي ألقاها في حفل استقبال توفيق الحكيم في عضوية مجمع اللغة العربية في مصر ما يلي: صديقي توفيق الحكيم حسب الناس لك وحسبوا عليك، ثم أخذ يسرد على أعضاء مجمع الخالدين ما حسب على توفيق الحكيم وما حسب له، وأنا في حفل تكريم لا أريد أن أحسب ما على الصديق، ولكن ينبغي أن أحسب ما له لأن في موازين الخالق سبحانه وتعالى أن الحسنات يذهبن السيئات. منذ ثمان وعشرين سنة أو نحو ذلك كان المحتفى به يكتب على صفحات (الرائد) روايته "على قمم الشقاء" وهو اليوم إن شاء الله على قمم السعادة وكانت حلقات تلك الرواية تتعبني حيث أسهر على الحلقة الواحدة ليلة كاملة لأنقحها، لا من أخطائها ولكن مما فيها، ولعلي لا أذيع سراً لأن الكلمات قد نشرت، لو لم تنشر لتحفظت على هذا السر فكان في مقدمتها: لقد فرقتنا الأديان، وجمعنا الحب، فالحب هو حارسنا الأمين.. لو لم تنشر هذه الكلمات لتحفظت عليها، وعاد الصديق إلى جدة وإلى (الرائد) بعد الأضواء، وكان نعم المعين فقد كان يتحمل العبء الكبير حتى أنني في فترة من الفترات فكرت أن أذهب إلى لندن لأدرس الإنجليزية فأسلمته الصحيفة فكان مشرفاً عليها وكان العطاء والبذل والعزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم (1) كما قال أبو الطيب. وحين أسندت إليّ مسئولية العدد الأسبوعي من (عكاظ) عادت المياه إلى مجاريها، فكان الدكتور يمر بي ليسلمني المقال وكنت أحرص على أن أجعله يصحح مقالاً، لأنني حريص على ألاَّ تخرج هذه المقالات وبها أخطاء، واشتغل الدكتور في وزارة الصحة وشرّق وغرّب وذهب إلى الطائف ولكن حبه لجدة جعله لا يبعد عنها كثيراً.. والدكتور منّاع وفيٌّ لأصدقائه فحينما تركت (عكاظ) رشحني لأعمل في الإدارة العامة لمؤسسة البلاد للصحافة والنشر، تقديراً منه لصديقه، فعملت بجانبه أو بجانب المديرَين العامَّين: السيد عبد الله دباغ ثم الدكتور حسن أبو ركبة.
- الدكتور منّاع صاحب كلمة رشيقة جميلة وهذه موهبة بلا شك، ثم صقلها بالمران، بالخبرة، بالقراءة، وقد قال لكم إن ذهابه لمصر أعانه كثيراً على أن يطلع على أشياء مجهولة وأشياء لا يعرفها، وفي تقديري أنه لو بقي في جدة ولم يذهب إلى كلية الطب لوصلته هذه المعارف لأنه طموح وحريص على أن يصل إليها. وما دام كذلك فستصل إليه بلا شك بأي وسيلة لأن حرفة الأدب - كما يسميها أبو فاشا يرحمه الله - قد أدركته، حرفة الحرف أو العلاقة بالحرف تغلبت عليه كما تغلبت على غيره.
- على أية حال نحن سعداء بهذا التكريم، والدكتور منّاع أهل لهذا التكريم وهو يقول أنه لا يستحقه، وأنا أذكره بأن الإنسان ينضج حين يبلغ الأربعين.. حتى الرسل يبعثون على هذه السن، فأنت يا سيدي في الخمسين أو جاوزتها قليلاً، ولعل هذا العنف الذي فيك يرجع إلى أنك ولدت مع الحرب العالمية الثانية، ولعل تلك الجملة التي كان يقولها طه حسين عن نفسه أنه لا يريح ولا يستريح قد وصلت إليك رغم أنك لست ميالاً إلى طه حسين، لكن ربما أنك تحبه لأن الأدب جمال، جمال في ذاته وجمال لصاحبه، وقد أشار إلى ذلك الأستاذ أحمد حسن الزيات في أول افتتاحية لأول عدد من (وحي الرسالة).
- نحن سعداء بهذا التكريم لرجل يستحق التكريم، وشكراً للمكرِم، وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.