ايه يا نفس اذكري العهد القديم |
واذكري السؤدد والمجد الفخيم |
واذكري ذاك الفخار المستديم |
واذكري أفعالنا تلك الجسام |
* * * |
اذكري الماضي الجميل المستطاب |
واذكري عزاً بأيام الشباب |
حين كان الملك معتز الجناب |
حين كنا في وفاق ووئام |
* * * |
ابك يا قلب فقد حق البكا |
ولقد حق الأسى والمشتكى |
فسعير الحزن والذكرى ذكا |
بفؤادي وقد ازداد ضرام |
* * * |
فاجأتنا حادثات الزمن |
وأصابتنا صنوف الحزن |
ورمتنا كارثات المحن |
وأراشت من رزاياها سهام |
* * * |
سلب (الغرب) لدينا كل عين |
ورياش ونضار ولجين |
فغدونا أثراً من بعد عين |
وسطت فينا يد القوم الطغام |
* * * |
عضنا الجوع بنابيه ولا |
عندنا مال فنرجو أملا |
وغدا المربع قفراً ماحلاً |
واستتب الفقر فينا وأقام |
* * * |
أين آيات الذكا أين الفهوم |
أين آثار المعالي والعلوم |
أين عمران سمونا للنجوم |
بمآتيه وآيات عظام |
* * * |
أين هاتيك البدور الساطعات |
أين تلك العزمات الماضيات؟! |
أين ذاك الحزم بل أين الثبات |
قد غفونا وتلذذنا المنام؟! |
* * * |
أين كدح ونضال وجهاد |
أين ود وولاء واتحاد؟! |
أين ذاك الصبر في يوم الجلاد |
أين ذاك الشدو (هيا للأمام)؟! |
* * * |
كلما سرحت طرفي لا أرى |
غير قلب قد غدا منفطرا |
وفؤاد بات يرمي الشررا |
ونفوس تطلب الموت الزؤام |
عفت هذي الدار لا أرجو البقاء |
ومللت العيش في هذا الشقاء |
فكفاني ما دهاني من بلاء |
ومصاب ورزايا وكلام |
* * * |
أيها الموت فزرني عاجلاً |
إن روض القلب أضحى ذابلا |
ضقت ذرعاً لا تكن بي هازلاً |
فلعمر الحق قد طاب الحمام |
* * * |