شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كتمهيد للرواية
فتلك التي حكمت في المال أهلها
وما كل مبتاع من الناس يربح
تكون بلوذ القـرن ثم شمالهـا
أحت -كثيراً- من يميني وأسرح
جرت يوم رحنا بالركاب نزفها
عقاب وسحاج من الطير ميتح
فأما العقاب فهي منها عقوبـة
وأما الغراب فالغريب المطـوح
عقاب عقبناه ترى من حذارها
ثعالب أهوى أو أشاقر تضبـح
عقاب عقبناه كـان وظيفهـا
وخرطومها الأعلى بنار ملوح
لقد كان لي عن ضرتين -عدمتني-
وعما ألاقي منهما متزحـزح
هما الغول والسعلاة حلقي منهما
مخدش ما بين التراقي مجـرح
لقد عالجتني بالنصـاء وبيتهـا
جديد ومن أثوابها المسك ينفح
في هذه الأبيات سطر جران العود تمهيداً لروايته الكاريكاتورية كوسيلة لتقديم:
الفصل الأول
بقوله:
إذا ما انتضينا فانتزعت خمارها
بدا كاهل منها وراس صمحمح
تداورني في البيت حتى تكبنـي
وعيني من نحو الهراوة تلمـح
وقد علمتني الوقذ ثم تجرنـي
إلى الماء مغشياً علـي أرنـح
ولم أر كالموقوذ ترجى حياتـه
إذا لم يرعه الماء ساعة ينضـح
أقول لنفسي أين كنت وقد أرى
رجالاً قياماً والنسـاء تسبـح
(بالغور) أم (بالجلس) أم حيث تلتقي
مزالق من وادي (بريك) وأبطح
ثم تبلغ (بجران العود) روحه حنجرته فيطلب المخرج من هذه الورطة بكل وسيلة فيقول لامرأتيه خذا نصف مالي واتركا لي نصفه:
خذا نصف مالي واتركا لي نصفه
وبينا بـذم فالتغـرب أروح
فيا رب قد صانعت عاماً مجرما
وخادعت حتى كادت العين تمصح
وراشيت حتى لو تكلف رشوتي
خليج من (المران) قد كاد ينزح
أقول لأصحابي أسـر إليهمـو
لي الويل إن لم تجمحا كيف أجمح
ثم تبلغ به الحيرة مبلغها فيتساءل مخاطباً نفسه:
أأترك صبياني وأهلي وأبتغـي
معاشاً سواهم أم أقر فأذبـح
ثم يشرح لنا سر هذه الحيرة فيقول:
ألاقي الخما والبرح من أم حازم
وما كنت ألقى من رزينة أبرح
تصبر عينيها وتعصب رأسهـا
وتغدو غدو الذئب والبوم يضبح
ثم يصفها فيقول:
ترى رأسها في كل مبدي ومحضر
شعاليل لم يمشط ولا هو يسرح
وإن سرحته كان مثل عقارب
تشول بأذناب قصار وترمـح
ثم يعود إلى قصته قائلاً:
تخطـى إلى الحاجزيـن مدلـة
يكاد الحصى من وطئها يترضح
كِنازٍ عقرناه إذ ألحقـت بـه
هوى حيث تهويه العصا يتطوح
لها مثل أظفار العقاب ومنسـم
أزج كظنبوب النعامـة أروح
وجران العود يستعمل هذه المقاطع كفواصل بين أدوار القصة ليعود فينشر لنا من فصولها.
الفصل الثاني
إذا انفلتت من حاجز لحقت به
وجبهتها من شدة الغيظ ترشح
وقالت: تبصر بالعصا أصل أذنه
لقد كنت أعفو عن جران وأصفح
فخر وقيذاً مسلحبـاً كأنـه
على الكسر ضبعان تقعر أملح
ويعود إلى التمثيل.
الفصل الثالث
بقوله:
ولما التقينا -غدوة- طال بيننا
سباب وقذف بالحجارة مطرح
أجلي إليها من بعيـد واتقـي
حجارتها -حقاً- ولا أتمـزح
تشج ظنابيبي إذا ما اتقيتهـا
بهن وأخرى في الذؤابة تنفـح
أتانا ابن (روق) يبتغي اللهو عندنا
فكاد (ابن روق) بين ثوبيه يسلح
وانقذني منها (ابن روق) وصوتها
كصوت علاة القين صلب مميدح
وولى راوي اليديـن عظامـه
على دفق منها - موائر جنـح
ولكن جران العود بعد هذا كله يظهر بموقف العاقل المفكر فلا تحمله هذه التجاريب القاسية في عالم الاختلاط بين الجنسين على السخط المر على هذا النوع من البشر (هذا الذي نسميه الجنس اللطيف في عصر الحذلقة وإن كنت لا أحمل عليه ولا أفرق بين الجنسين ففي كل منهما ما في الآخر من خير وشر). فيتم نصيحته التي ابتدأ بها روايته بهذه الكلمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :811  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1286 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.