شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي القارئ
كم في الوجود من رجال يعيشون مغمورين، ويموتون وهم مغمورين.
وبنسبة مبلغ الأمة من الكمال البشري، والمرحلة التي قطعتها في طريقها إلى المثل الأعلى، يكون تقديرها لرجالها، وإشادتها بفضلهم، وتبينها الفروق الأدبية والعلمية بين أفرادها.
ومن بين هؤلاء الرجال المغمورين، صاحب هذه الشاعرية الفذة، والقريحة الخصبة، التي نحاول دراستها في هذه الرسالة الصغيرة دراسة تحليلية. ولكنها في أسلوب عاجل.
وقد كان من همي في هذه الرسالة، أن أُلِمَّ بجميع نواحي هذه الشخصية، وأمعن النظر في تحليلها، وأدقق في محاسبتها على ما لها وما عليها، بيد أن هذه الشخصية، تكاد تكون مجهولة تماماً، منسية جداً. لذلك لم أستطع -كما لم تستطع دار الكتب المصرية التي أصدرت ديوانه الصغير- أن أعثر في ترجمته على أكثر من هذه الكليمات الموجزة المعدودات التي أذكرها حين أعرض كلمة التاريخ في "جران العود".
فوجهت كل همي إلى تحليل هذه الشخصية، واستنباط كل ما يمكن أن يعتبر ذا أثر في تكوينها: النفساني، والعقلي، والأدبي. من شعره القليل الذي بين أيدينا، لأستعيض بذلك ما فقدناه من الناحية التاريخية. وطبعي أن أجد في بحث على هذا المنوال، أقرر فيه حكماً عن شخصية أدبية بعض العنت.
ولكني أعترف بأنني قد شعرت بشيء كثير من اللذة والمتعة، أثناء هذه السياحة الأدبية الجميلة.
وإذا كان لي أن أقول عن هذه الرسالة -شيئاً ما- فمن ناحية قيمتها التاريخية باعتبارها رسالة بعث ونشور لشاعر فذ، درست معالم حياته الأدبية. فهي أول رسالة تناولت الحديث عن هذا الشاعر في تاريخ الأدب العربي. فكأنما هي بمثابة إزاحة الستار في تاريخ الأدب عن شخصية شاعر خصب القريحة حلو النكتة، كريم النفس. هو "جران العود" ليقف حيث يجب أن يكون في أذهان قراء العربية إلى جانب رجال الأدب العربي الذين نتناول الحديث عنهم بسرور، حين نتناول الحديث عن أدبنا العربي.
ومع هذا كله فأجد لزاماً عليّ أن أقول:
إنني لا أعتبر هذه الرسالة دراسة وافية لهذه الشخصية. إنما هي فاتحة لهذا الموضوع، ومقدمة تمهيدية لمن يريد أن يتناول هذه الشخصية فيما بعد بالحديث، حين يراها جديرة بالدراسة والتحليل، وأعتقد أنه سيراها كذلك.
فإن استطعت أن أكتسب محبة القارئ "لجران العود" وشعره، وأن أغرس في نفسه رغبة الاستطلاع على آثاره فذلك جُلُّ ما قصدت إليه.
بل يسرني أن أصرح بهذا القول، لأن في التصريح به تخفيف عبء ثقيل، ربما يحملنيه ويطالبني به من القراء الكرام من عساه لا يرى فيها شفاء لغلته، أو كفاء للبحث.
وكل ما أرجوه، أن أكون قد وفقت في حمل القارئ الكريم على مشاركتي في هذا الشعور باللذة والمتعة حين أنتقل به بين مروج هذا الحقل الأدبي.
وأحسبني، إن وفقت إلى كل ذلك، فقد وفقت إلى كل ما قصدت إليه. فأكون قد قمت بواجب القارئ على الكاتب ومن ثم أضمن أنني قد قمت -بعض القيام- بواجبي نحو شخصية الشاعر الذي أردت إزاحة الستار عنه وأن جهودي التي بذلتها في هذا السبيل لم تضع سدى، ولم تذهب أدراج الرياح.
1359هـ.
إبراهيم أمين فودة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1459  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1264 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج