| لا تعذلوني إن بكيت فإنما |
| يبكي جراح فؤاده الإنسان |
| كل المصائب لا تساوي دمعة ولقد |
| ولقد تساوي الأعين الخلان |
| ******* |
| أبكي الوفاء وأبكي الحب قد نضبا |
| أضلاع (حمزة) ضمت منهما العجبا |
| عاش الحياة جلياً لم يلف على |
| ما بين أحنائه ستراً ولا حجبا |
| يحيا بلا دخل في النفس يكتمه |
| حتى ولو أعمل التعنيف والغضبا |
| يخص بالعتب من أغلاه منزلة |
| ليصلح العتب في قرباه ما شجبا |
| ويسرف الحب يعطيه بلا قدر |
| شأن الكريم إذا ما سح أووهبا |
| لكنه يحفظ الأسرار غالية |
| حفظ البخيل إذا ما أمسك الذهبا |
| وهو السخي يدا تغتال طاقتها |
| وخافقاً يغدق التكريم والأدبا |
| تخاله صارماً في حين محنته |
| وعند قدرته ذوقاً صفا طربا |
| يخف في نشوته إن جئت تقصده |
| لا يرتجي رغباً أو يختفي رهباً |
| رأيت فيه عيون الغيب كاشفه |
| ما قصر العقل عنه تارة وخبا |
| وحي من الله لم يحمله مبتعث |
| إلا سنا القلب والرحمن قد سكبا |
| من معدن الصدق والإيمان جوهره |
| أكرم به جوهراً يستصغر النشبا |
| يعامل الله لا يعنيه من بشر |
| إلا الأُلي أخذوا من قلبه الحببا |
| في الله صحبته لله وجهته |
| والله مقصد ما أعطى وما انتخبا |
| ******* |
| يا قائل الحق في ما قد تصوره |
| حقاً ولو فاته ندرا كما وجبا |
| يا قائل الحق لا ليا ولا عوجا |
| الحق يبكي على شرواك منتحبا |
| يا طاهر النفس من رجس ومن سفه |
| وطاهر الكف لم تمدد بها طلبا |
| وما أخذت عن التوفيق في عمل |
| أجراً من الناس أو أديته أربا |
| ولا قبلت الهدايا رشوة خفيت |
| لكن هدايا حبيب قد صفا رغبا |
| وقابلت كفك الحسنى بجازية |
| ومن فؤادك كان الزيد منتحبا |
| ******* |
| يا صاحب العمر كم في العمر من صور |
| قد كنت أروعها معنى ومطلبا |
| أخالك الحب قد جسدته مثلاً |
| يا أطيب الناس قلباً بالوفاء صبا |
| خمسون عاماً بظل الله صحبتنا |
| ما شابها كدر الدنيا ولا عضبا |
| إن أرهقتنا سنون من حوادثها |
| شابت خوافقنا قبل اللحى خببا |
| أو نازعتنا شؤون ليس نملكها |
| لله حكمته فيها وإن حجبا |
| أو عاجلتنا منون لا ندافعها |
| رجوت لو أمهلتنا للمنى سببا |
| نعيش منه على حسن الختام وكم |
| كان القليل بديلا يزدري حقبا |
| ما عشت بعدك أخشى أن أزيد به |
| في حسبة العمر بعد الذروة الصببا
(1)
|
| لكنني أرتجي الفردوس مجمعنا |
| على التقى والهدى والبر محتسبا |