شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد صلاح الدين ))
ثم ألقى الأستاذ محمد صلاح الدين كلمة مشاركة منه في الاحتفاء بالأستاذ أحمد محمود فقال:
- بسم الله، والصلاة، والسلام على سيدي رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. إن مما يؤثر عن الخليفة الراشد عمر أنه كان يتشدد في قضية تعريف الناس، ويستوثق كثيراً في أمر تزكيتهم بعضهم لبعض، وقد كان رضوان الله عليه يوصي بهذا التشدد وهذا التوثيق كل من تعرض لهذا الأمر من المسلمين. وفي الحديث عن شقيق الروح الأخ الأستاذ أحمد محمود أزعم أني أتحدث عنه مستوفياً هذه الشروط العمرية، فقد سعدت بالعمل مع أخي أبي أنس، طيلة اثني عشر عاماً قضينا فيها سوياً من الأوقات، وتحت سقف واحد، أكثر مما قضينا مع أهلينا وأسرنا. ثم اتسعت مجالات التعاون والمحبة والأخوّة، وامتدت حتى أكملت حوالي خمسة وعشرين عاماً الآن. ولعل ذلك يشفع لي أن أتجاوز في الحديث عن أخي أبي أنس ما عرف عنه بفضل الله سبحانه وتعالى من عصامية في النشأة، واستقامة في السلوك، وكفاءة في العمل، وحب كبير وتقدير من الناس إلى سجايا نادرة ومزايا نفسية كريمة لا يطلع عليها ولا يعرفها إلاَّ من كان لصيقاً به، قريباً إليه، وأحسب أني واحد من هؤلاء.
- أولى هذه الخصائص التي أثرت في نفسي كثيراً من مصاحبتي هذا الحبيب أنه رجل يأخذ الأمور بجد صارم، ودأب نادر، وأنه ليختار للأمور أفضل السبل المؤدية لها مهما كانت مرهقة، ويتلمس لها أكرم الوسائل حتى وإن كانت باهظة التكاليف. وأمر آخر في أخي أبي أنس أنه دائماً يؤدي واجبه بإنكار أصيل غير متكلف للذات.
- أخي أبي أنس كما عهدته لا يدور حول نفسه أبداً، ولا يقيس الأمور بمقياس ما تجره عليه من نفع أو تدفع من ضر.
 
- ولعل من السجايا التي يحسن بي أن أذكرها لضيفكم هذه الليلة، أنه رجل صاحب رأي يتنزه دائماً عن الغرض، ويعلو عن الهوى، وصاحب مواقف يترفع بها دائماً عن صغائر الأمور، وهو دائماً في الحقيقة لا يشغل نفسه ولا من حوله بسفاسف الأمور. ولقد شهدته في أكثر من موقف تناول فيه الحاضرون بعض هؤلاء الذين ناصبوا أبا أنس العداء، وتلمسوا له المعايب، فإذا به ينبري دفاعاً عنهم في غيبتهم بالحق، ويثني عليهم بما هم أهله. لا يريد من ذلك جزاءاً ولا شكوراً. وأخيراً فإن مما ينبغي أيضاً أن أذكره لأبي أنس وهي كلها صفات كما أسلفت أثرت فيه كثيراً، وأتمنى أن أحظى بجزء منها.. إن أبا أنس له قدرة عجيبة في الحقيقة بالجهر بالحق، وقد آتاه الله شجاعة نادرة في إعلان رأيه مهما كان قاسياً على الناس، وأعلم تماماً من طول الصحبة أنه يفعل ذلك على نفسه وأقرب الناس إليه، بل يكون على نفسه وذوي قرابته أشد كثيراً منه عن الآخرين.
- أعتقد أن في ذلك الكفاية. فأرجو له كل الخير، وأدعو له معكم باضطراد التوفيق والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :479  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 206 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج