كيف لا تسمع أذناه النداء |
من حبيب عمر الشعر غناء |
دعوة للحب، دفاقاً سرى |
من فؤاد كل ما فيه سخاء |
لغة تشرق في أحرفها |
كبد حرى بألآلم الوفاء |
نبضها فيض معان برة |
خلتها تملأ دنيانا عطاء |
هطلت كالغيث من عليائها |
تنبت الخير وتروي الشعراء |
لست أدري كيف لا يسمعها |
ولقد يسمعها أهل السماء |
لا أظن السمع بالأذن ولا |
أحسب الأبصار بالعين ارتواء |
ما هما إلا أداة، والذي |
يسمع أو يبصر خاف في انطواء |
إنه القلب، فإن يعش بما |
يشغل الجسم يعش عيش الدماء |
فهو لا يسمع إلا ما يرى |
أو يرى الإغذاء أو كساء |
وإذا كان (فؤاداً) نيراً |
أبصر المخبوء طيات الخفاء |
ووعي كل دعاء خافت |
كيف لا يسمع مرفوع الدعاء |
يا نداء الحب، لولاك لما |
كان للدنيا حياة ورواء |
كل قلب أقفر الحب به |
مات أو عاش سواء، في هباء |
كل حسن ليس للحس به |
أي معنى ان يكن منه خلاء |
ثروة الدنيا بلا نعمته |
كالثرى مهما يكن فيه ثراء |
هو سر الله في الكون فمن |
حرم السر فما أشقى البلاء |
يا نداء الحب: لا تدع به |
غير قلب مدرك معنى النداء |
* * * |