الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة الشيخ إبراهيم الوزير ))

ثم تحدث الشيخ إبراهيم الوزير فقال:

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حمداً لله تعالى، وصلاةً وسلاماً على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وعلى من اهتدى بالنور الذي أنزل معه. أيها الإِخوة الأعزاء هذه ليلة تجتمع فيها قلوب الأحبة لتومئ وتومض في الحب لأرقى معاني إنسانية الإِنسان.. ولتقدر وتعز وتعبر عما في نفسها من محبة وتقدير للمثل العليا التي تتجسد في إنسان في هذه الحياة.

- لقد عرفت الدكتور راشد المبارك، فعرفت الإِنسان الذي لا تحده حدود تراب أو قومية، وإنما يشع إشعاع النجمة المضيئة في هذا الكون، رأيته وهو الإِنسان الذي تتسع آفاق فكره لعصره ولتراثه ولإِنسانيته، إنه الإِنسان الذي يتصل بماضيه المجيد ولا يغفل حاضره ولا مستقبله ولا النظرة إلى المستقبل الذي يرجوه لأمته. إنه من أولئك البناة الذين يمكن أن تأمل شعوبهم فيهم أنهم يسيرون بها إلى المستقبل الراشد العزيز الكريم.

- إننا في زمن تنحصر فيه إنسانية الإِنسان في ضيق مكاني أو زماني أو فكري، ولكننا ننتمي إلى أمة جعل الله شعارها وأول كلمة لها: الحمد لله رب العالمين. هذه الأمة التي تنتمي إلى هذا الكون الواسع ستتسع أفكارها ورؤاها اتساع هذا الكون العظيم، هذه النظرة الشاملة التي جعلت من هذه الأمة ذات يوم قائدة ورائدة لعالمها. سائرة به في دروب العزة والإِعمار والبناء، هذه الأمة هي على موعد مع استئناف حضارتها رغم الظلام الذي نراه حولنا، ورغم الغمام الذي يحيق بأجوائنا، ومناخاتناً في أكثر من مكان إلاَّ أننا مع استئناف الحياة، واستئناف الحضارة، استئناف الخير للإِنسان على موعد.

- وأستاذنا الدكتور راشد المبارك منذ اللحظة الأولى التي تعرفت فيها عليه، تعرفت على الأمل في أن إنسان بلادنا لم يختفِ بعد من خارطات الوجود، وأن استئناف السير لا بد منه وأن الأمل في إنسان بلادنا كبير، وأننا مع القدر على موعد.

- أنا أعرف أن قلوبكم جميعاً يحدوها الحب ويحدوها الأمل في إنسانية جديدة رائعة تصنع الخير وتصنع الحضارة وتصنع الحب، لا لمن حولكم فحسب، وإنما لعالمكم، وإنكم تنتمون إلى مجتمع الحمد لله رب العالمين. تحية لأستاذنا الدكتور المبارك، ولتكن سيرته وآفاقه الفكرية والعلمية ورحابة صدره قدوة لكثير من الذين يتصدون للقيادة الفكرية والذين يعملون للخير ويعملون لإِنسانية الإِنسان في عالم اشتد ظلامه، وحاق به اليأس، واكفهرت به الأيام، لكنه يأمل في غده ويتفاءل ولا ينقصه العزم والرشد والفكر والمنهج من استئناف المسير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.