لا تلمني إذا تغيّرتُ عن أمسِ |
- فإن الأيام قد غَيَّرتني |
أبدلتني كَفَّ الكريم بكفٍّ |
يَجِدُ "القِرْشَ" "كالجُنيه" المُرِنّ |
أبدلتني قلبَ الرّحيم بقلبٍ |
ليس يُشجيه للهوى أيُّ لحنِ |
أبدلتني شِعْرَ الحكيمِ بشعرٍ |
لا يرى في الوجود إلاَّ الحُزْنِ |
أبدلتني عينَ المحبِّ بعينٍ |
لا ترى في الوجوه معنى الحسن |
بعد ستين حجّةٍ وثلاثٍ |
علّمتني الحياةُ ما عَلّمَتني |
ليتني ما علمت ما علمتني |
فهي مما علمت قد أرهقتني |
أنا أفنيتُهَا عشيرَ المعالي |
والمعاني وكل جهد مُضني |
أرقب اللّه والبلاد وقومي |
بفؤاد قد بايع الحق مني |
ثم ألفيتها هباءً نثيراً |
في حساب الدّنيا فلم تُغْن عني |
فرجالُ الأعمال قد تكرم المعنى |
- رياءً من دهقنات التَّغَنّي |
والرآسات تشتري رجل المعنى |
فإن باع فهو أهل التَّعنّي |
والذي لا يبيع يرصده الشرُّ |
صنوفاً من كلّ لون وفنّ |
والسماءُ السماءُ ترقب ما يجري |
بعين بصيرة وبأُذْنِ
(1)
|
غير أن الإِمهالَ قد يخلق الرّيبَ |
فنوناً على فنون التَّظني
(2)
|
عُذْتُ باللّه من وساوس نفسٍ |
تتحدى إيمانها في تَجَنّي |
هل أبيع الستين عاماً وفيها |
عوّدتني السماءُ ما عودتني |
عوّدتني منْ ربّها كلَّ خيرٍ |
عِشْتُ فيه عيشَ المُنى والتّمني |
وأراني من خلقه كُلَّ خير |
رغم بعضِ الضنى وغَبْن وَمَيْن |
كيف أنسى في لحظة حسْبةَ العمر |
- لأشقى في آخر العمر مني |
عُذْتُ باللّه من وساوس نفس |
تتحدّى إيمانها في تجنِّي |
أنا باللّه مثلَ ما شاءني اللّه |
- سأحيا كما عهدتَ تجدني |
* * * |