جمع القلبُ: فرحتين وأَنّا |
فبكى: نشوة، ولَوْعاً، وغَنّى
(1)
|
فرحة بالصيام في أشرف الأر |
ض، وأخرى تفيض: حباً ومعنى |
وفراق يذوب من حره الجَلْـ |
ـد، ويُضنى به الفؤادُ المُعَنّى
(2)
|
* * * |
ربما خالج الفؤادَ نقيضا |
ن، فيطغى هذا على ذاك وزناً |
بَيْدَ أن الزحام بين معان |
لا تطيق التفريق، للقلب أضنى |
منبع واحد تفرّع مجرا |
ه، فكل يُعطى: مزاجاً ولونا |
إنه الحب قد تشعب في النفـ |
ـس، دروباً، تَؤُمُّ ركناً فركنا |
* * * |
كم شددت الرحال كي أشهدَ الصو |
م بهذي الرُّبى، وهذا المَغْنى |
في رُبى بَرّةٍ تَخَيَّرها اللـ |
ـهُ وأعطى معنى الخيارِ المبْنى |
كعبة المؤمنين من كل أرض |
ومطافاً، وقبلةً حيث كنا |
* * * |
وتمنيت ما تحقق كالحُلْـ |
ـم، وقد خامر المحبَّ فأغنى |
واجتماعُ القلوب، بين حبيبـ |
ـين، نعيم على المدى ليس يفنى |
كم جهدنا له، وبتنا على السهـ |
ـد، وفاضت دموعنا، ودعونا |
* * * |
وأرى الحب كل حس كريم |
لا أراه من شهوة النفس فنا |
وأرى الحب كل نغمة خير |
طَوَّفَتْ بالقلوب: مَسًّا ولحنا |
أمتع الله كُلَّ قلب محب |
يهواه، ما أحسن الحبَّ معنى |
* * * |
وبقلبي لبعض قلبي حنين |
ذكريات الصيام زادته أَنّا |
وَيْكَ إِني مفارق لشهور |
خاليات: أماً، وزوجاً، وابناً
(3)
|
وصغاراً ألِفْنَ غير فراقي |
كنت - دوماً - لهن: قلباً وحضنا
(4)
|
شفّني البين قبل هذا وإني |
لصبور، فكيف - بالله - هُنّا |
وأحباء مذ عرفت تسامت |
فكرتي في الحياة: حسا وفِطْنا |
وتنبهت للجمال: معانيـ |
ـه، وأنغامه: فؤاداً وذهنا |
غير أني أغالب الحب بالحب |
فيسمو شأناً، ويشرق حسنا |
* * * |