(( كلمة الدكتور عبد الله المعطاني ))
|
ثم أُعطيت الكلمة للدكتور عبد الله المعطاني.. فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. في الواقع أتيت إلى هذا المكان بالأمر وأنتم تعرفون أن الأمر قد يكون للإِنسان رغبةً فيه وقولاً وقد لا يكون له رغبة.. أحاول أن أفسر عدم الرغبة.. فإما أن يكون مشفقاً على نفسه من هذا المكان، وإما أن ينطبق عليه ما قال أحدهم: قد شيب رأسي صعود المنابر
(1)
. |
- وفي الواقع أنني أشفقت على نفسي فليس لي زمالة بأستاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين ولم أشرف بأن أتتلمذ على يديه في جامعة الإِمام وآتي بعد من يملكون صياغة الكلمة واللعب بالألفاظ تقريباً، أو السيطرة على هذه الجمل والصياغات والتراكيب. ولعلنا نحن أساتذة الجامعة والأكاديميين نصيبنا في هذا قليل لأن المنهجية لا تستدعي مثل هذه الأحيان في أمور كثيرة. |
- في الواقع أنني أود أن أرحب بالدكتور محمد بن سعد بن حسين من منطلقين: المنطلق الأول: باسم رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز والذي يمثله الليلة عدد من الزملاء وإن كان الدكتور القحطاني قد قال ما فيه الكفاية باسم القسم وباسم الزملاء. وأما التحية الأخرى أو الترحيب الآخر فهو باسم الأدب لأن الدكتور محمد بن سعد بن حسين يكرم في هذه الليلة بصفته أحد علماء أو أحد أدباء هذا الكيان الكبير الذي وصفه الأستاذ محمد حسين زيدان. |
- في الواقع أنني رأيت الدكتور محمد بن سعد بن حسين أكثر من مرة في حياتي ولم أره رأي العين ولكن عن طريق كتبه وحاورته في أكثر من كتاب وبعد أن قرأت له الكتب الكثيرة جداً والتي قال بها الإِخوة وخاصة فيما يتعلق بكتابه "أبي الشمقمق" وكتابه "الشعر السعودي المعاصر بين التجديد والتقليد"، إضافة إلى كتابه عن الحصريين وهي كثر ولا شك في ذلك. |
- وكنت أعجب بكثير من الآراء التي أجدها في هذه الكتب وأختلف مع الأستاذ الدكتور في بعض الآراء وأتحاور معه بيني وبين نفسي أو فيما قدمته من محاضرات في المهرجان الثقافي في موريتانيا، وبعد هذا رأيته فعلاً في مهرجان الشعر في أبها. |
- ولا أخفيكم أمراً أنني قد أعجبت به غاية الإِعجاب لخلقه ولفضله ولتعامله الحسن، إضافة إلى أننا في تلك الجلسة التي لم تخلُ من العلم، قد تحاورنا عن المعاني عند الجاحظ، وكيف قال إنَّها مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي، وإنما الشأن في اللفظ وقد أخطأ كثير أو لعله جانبهم الصواب عندما فسروا هذه المقولة بأن الجاحظ قد تحيز للألفاظ وأنه استهان بالمعاني. |
- والجاحظ لم يستهن بالمعاني ولم يتحيز للفظ كما قال كثير من النقاد ولكنه كان يحوم حول الصورة الأدبية، ولذلك قال الشعر ضرب من السبك، وجنس من التصوير. وأعتقد أن الدكتور محمد بن سعد بن حسين يذكر هذا. |
- أما الموقف الآخر أو الذي أستطيع أن أقوله أن القدماء قد عرفوا الأديب بأنه الذي يأخذ من كل فن بطرف، لكننا نجد في هذا العصر أن هذه المقولة قد لا تتحقق كثيراً لأن طابع التخصص فرض نفسه على الناس فهنالك من يتخصص في الأدب القديم، وهناك من يتخصص في الأدب السعودي خاصةً ومن الناس من يتخصص في مجال الأدب، ومنهم من يتخصص في الأصوات، ومنهم من يتخصص في الأدب الحديث، وآخر في الأدب المقارن أو ما إلى ذلك، ويكون متعمقاً في هذا التخصص أو مرجعاً فيه ونشفق عليه من تخصص آخر. |
|
- أنا حينما أستعرض في الواقع مؤلفات الدكتور محمد بن سعد بن حسين. أجد أن الرجل موسوعة أو أجد فعلاً أن الرجل فعلاً تحققت فيه مقولة ابن خلدون "الأديب هو الذي يأخذ من كل فنٍّ قطرة". فكما تفضل أستاذنا أبو مدين باستعراض بعض الكتب نجد أنه كتب عن أبي الشمقمق وكتب عن الحصريين وكتب عن الأدب الحديث وكتب كذلك عن الشعر المعاصر في المملكة العربية السعودية. |
|
- وكتب عن الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه، وجند نفسه للكتابة في الصحف وفي المجلات إضافة إلى الأعباء الإِدارية التي يعاني منها كرئيس قسم.. فأنا أقول بأن هذا الجهد الكبير في الواقع لا بد لنا أن نحترمه، وأعتقد أن منطلق التكريم في هذه الليلة من الأستاذ عبد المقصود كان احتراماً للفكر وكان احتراماً أيضاً لهذا الجهد ولهذه القيمة الأدبية والعلمية التي قدمها الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين لهذا البلد ولا شك أننا كأكاديميين نحترم فيه هذه الريادة لأنه يعد رائداً للأكاديميين إذا كان لهم رواد. |
|
- أريد أن أعلق أيضاً تعليقاً بسيطاً جداً على مقولة الأستاذ أبي مدين بأن رئاسة القسم في الواقع لم تعطِ الدكتور محمد بن سعد بن حسين القيمة التي زرعها في نفوسنا، وإنما نحن ننظر إليه كعالم حقق القيمة العلمية في نفوسنا. |
|
- أهلاً به بين إخوانه وذويه سواء من الأساتذة الأجلاء الذين هم في سنه، أو من أمثالنا من الأساتذة الذين في الجامعة، أو من أدباء جدة ومثقَّفيها، وأهلاً به أكثر من مرة باسمكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله. |
|