أنصفتهم.. لكنهم لم ينصفوا |
ومحضتهم صدق الوداد فأسرفوا |
وبسطت كفك للوفاء نقية |
وصدقتهم كل الوعود وأخلفوا |
وزرعت في أعماق قلبك جنة |
فسعوا خلال ظلالها وتعسفوا |
وفجرت ينبوعاً يَثُر تسامحاً |
فعدوا عليه وعاهدوك ولم يفوا |
ومضيت تروي العمر منك عزيمة |
وكبت بهم عزماتهم فتوقفوا |
إن كان حبك للكتاب جريمة |
فأنا على هذي الجريمة أعكفُ |
ما كل من حمل السلاح مجاهد |
أبداً ولا من قال آهاً مدنف |
قد يرتدي حلل البطولة مجرم |
ويردد الآهات بوق أجوف |
يا من أحب جميلة فتانة |
يمسي لها يشدو ويصبح يعزف |
سمح إذا عاتبته لكنه |
حر يشط عن الهوان ويأنف |
ما ضنَّ عن أبنائه بعطائه |
والعلم أبلغ في العطاء وأشرف |
ما جئته إلاَّ رأيتُ أبا العَلا |
متوسداً يصغي وطه يهتف |
أسرت رشيقات الحروف قلوبهم |
فإذا شذا الفصحى بهم يطَّوف |
يا سيدي عصر الحضارة غابة |
عظمى بها تعوي الرياح وتعصف |
نحن الوحوش نجوب كل دروبها |
بل نحن أفتك في النكال وأعنف |
لم يبقَ من أخلاقنا إلاَّ رؤى |
تزري.. وصوت خافت مستضعف |
بعنا المروءة والشهامة والندى |
وقضى الأبي وغاب عنا المنصف |
غاصت، تمرّغ في العقوق نفوسنا |
وشعورنا في النائبات مزيف |
يا شيخنا إن الحديث عن الهوى |
يشفي الحشا حيناً وحيناً يتلف |
يا شيخنا إن الحديث عن الهوى |
يشجي وقلبك بالصبابة أعرف |