يا لائمي.. ووقيت الشر والألما - |
جهلتَ ما بي فلم تحفل بما احتكما |
لو كنت تعلم ما بي من جوى وبما |
في النفس من غصص الأيام لم تلم |
يا لائمي.. لا تلمني إن تكن لعبت |
دوافع بي في الأحشاء قد نشبت |
ناءت بها النفس حملاً حينما ثقلت |
أعباؤها واحتواها بالغ الألم |
يا لائمي.. ومعاذ الله تعذلني |
لو كنت تَقْدرُ ما ألقى من المحن |
ما كنت عن عنت باللوم تخذلني |
وأنت أول من أرجو لدى النِّقَم |
لكن ما عرفوا عن صبر مُصْطَبر |
على البلية واللأواء والضرَر |
أنساهمو بشراً من سائر البشر |
يحزّ في نفسه ما دَسّه بفم |
يا لائمي.. وعداك الذم، معذرة |
إن شط بي العتب يوماً أن لي ثقة |
فليس ذلك، وأيم الله - موجدة |
لكنه فرط حزن جِدِّ مضطرم |
إن الأسى جلّ عن صبري بما ضعفت |
قوى احتمالي عنه فاكتوت وذوت |
وعقني الصبر والتأساء حين جرت |
أعراضه بين أوصالي وبين دمي |
يا لائمي.. ووقيت البَرْحَ والكمدا |
لا تعذلن فؤاداً طالما صمدا |
للدهر غير مبال كلما عمدا |
إلى الإساءة في إيذاء منتقم |
يا لائمي.. وبنفسي كل مشكلة |
لو وُزِّعَتْ بين أكباد وأفئدة |
ناءت بها عزماتٌ غير فاشلة |
في ما يرى الناس من عزم ومن همم |
حسبي - وإنك تدري بعض ما أجد |
وليس غيرك في هذا الورى، أحد |
يدري بما نال مني البرح والكمد |
أني أُرَى وأنا أمشي على قدمي |
يا لائمي.. لا تلمني إن تكن عصفت |
عواصف اليأس بالنفس التي عُرفت |
بالبأس فهي وإن عزت وإن كَبُرت |
ما اختص ربك غير الرسل بالعِصَم |