كفى عبثاً فالعمر قد كاد ينفد |
وإن الذي نرجو لينأى ويَبْعُد |
وما صدقت رؤياك قط، وإنني |
أخاف كدأْب الأمس أن يكذب الغد |
أحس، وقد طال المدى والنوى بنا |
وجبنا الذي جبناه والليل مشهد |
بأني، وقد جُزْتُ الطريق، أضلني |
عن المنهج الأسنى الغرام المعربد |
وما كان معنى الحب، والحب ثورة |
أطاعة وهم الحب والوهم فدفد
(1)
|
أطعتك لا ضعفاً ولا شهوة امرئ |
طروب إلى اللذات: يلهو ويسعد |
ولكنه معنى أراض نفوسنا |
على أنه إن لم يُفِدْ ليس يُفْسِد
(2)
|
فذقنا عليه المر والعذب مشربا |
وطاب لنا منه - على الحب - مورد |
ولكنني والليل يمتد ساعة |
فأخرى كأنَّ الدهرَ ليلٌ مُؤَبَّد |
سئمت الندامى والكؤوس وشاقني |
إلى الصحو والإصباح عزم ومقصد |
فلا نعمت بالنوم عين - ولا جرت |
مع اللهو نفس ليس من طبعها الدَّدُ |
ولا كاهلي من وطأة العبء سالم |
ورُبَّة أني قد ألام وأُنْقَد
(3)
|
على أنني - والحمد لله - لم أزل |
على كل ما أشقى به فيَّ أُحْسَد |
ويا صاحبي أقصر ملامك أو أجب |
فقد كنت من ترضى وترضى وتشهد |
بلغت لديك العذر لو كنت منصفي |
وسامرتك الليل الذي بت تسهد |
فما قعدت بي عن مدى الجد همة |
ولكنني إنْ يهزل الأمر أقعد |
وما التمست نفسي إلى العذر مهرباً |
ومثلك من يدري النفوس ويرصد |
ويا ليل أضناني السُّرى فيك موحِشاً |
كأنك لم يَطْلُع بدنياك فرقد |
* * * |