هكذا والحياة ملء معانيه |
- قضى نحبه، وخلّى الحياة |
لم أر الموت فوق مبسمه قطّ |
- وإن عاش لا يهاب المماتا |
كان في الزاهدين يطعم من جا |
ء ويقتات بعد ذاك الفُتاتا |
مَخْبَرٌ خيّر، ومظهر خير |
وابتساماته تَلُمُّ الشَّتاتا |
يتلقى بصدره كل صدر |
طيب النَّفْح، لا يردّ العُداة |
باسم في الكروب يملأ جنبيه |
- رضاءٌ يشيع فيه الأناة |
ساخر بالشُّكول في غير صدّ |
يتراءى كمن يشقُّ الفَلاة |
همُّهُ من نعيمه نعمةُ الأهل |
- حفيّا بهن، طِبْنَ أُساة |
عبقريُّ السناء في لمحة الفكر |
- ولكن قد يستطيب السُّكاتا |
عالم شاعر أديب أريب |
دائب السعي لا يطيل السُّباتا |
شاعر مِدْرهٌ رقيقٌ رصينٌ |
يحسن السَّبْك إذ يجيد التفاتا |
المعاني في ناظريه مرايا |
والأغاني تحتل منه اللَّهاة |
وتسابيحه مسابح أرواح |
- تعيش العقول فيها صلاة |
عالم بالقديم من كل فنّ |
لا ينال الحديثُ منه فَواتا |
وأديب على صحيح المقاييس |
- مصيب من كل علم... أداة |
يتراءى مثل الدراويش لكن |
ذو دهاء يفوق فيه الدُّهاة |
ليس عن شِرَّة وإن دفع الشر |
- فزهد الشكول يغشي التقاة |
هكذا كانت الدراويش في التا |
ريخ: دهاة أئمة ودعاة |
يا صديقي عشرين عاماً عِجافاً |
داعب الدهر بينهن السُّراة |
كم قضينا فيها الليالي وكُلٌّ |
بهموم الأخ المُؤَرَّق باتا |
واقتسمنا الحياة فيها أمانيَّ |
- وكنا على المآسي شُداة |
وبأكبادنا معالم حُلْم |
لغد مشرق يسر الأُباة |
لم يزل في خيالنا يطرد الغمَّ |
- فنشقى مستعذبين الأَذاة |
وابتلعنا الآلام صابا وشُهْداً |
ذا بهذا يَشُدُّ منا القناة |
لا نَمَلُّ الرجاء في غسق الليل |
- ضياء للمدلجين سُراة |
يا صديقي وربما اختلف الأحبا |
ب دروباً على الطريق هداة |
جمعتهم مناهج ومعان |
واستفاضوا مسالكاً ورُماة |
يا صديقي وكنت عندي صحوا |
قبل يومين لا تخيل الوفاة |
تتجلى الحياة فيك رواء |
مثل أحلى الأيام فيك حياة |
نتعاطى أفكارنا حين كنا |
بالأماني على الحياة غلاة |
وارتحلنا فنحو طيبة غربتُ |
وشرَّقتَ للرياض مَباتا |
ورجعنا قلباً يفاجأ بالنعي |
وجثمان يستحيل رفاتا |
قدر واعظ وما أبلغ الأقدا |
ر عظات لو قد تفيد المشاة |
لست أدري والأمر في راحة الرحمن |
- ماذا يكون فيَّ الغَداة |
أن أعش فالحياة ملأى من الأحـ |
ـباب أو سألقى أَحِبَّة بي حُفاة |
لا أريد الحياة إلا حياة |
لمعان رضيتها أقواتا |
شاعراً يعشق الجمال جلالا |
زاهداً يعشق الكمال ثباتا |
كلنا عابر السبيل طويلاً |
أو قصيراً طرائقاً أشتاتا |
أكرم الله يا صديقي مثوا |
ك وغشاك رحمة وصلاة |
أحسن الله للبنات وللأم |
عزاء وعاض فيك البكاة |
وتولى الجميع بالنسب الصهر |
- رعاة لمن تعز حماة |
كلهم جَنْيُك الحبيب ويمسون |
على غَرْسِك الحبيب سُقاة |
يا صديقي وفقد مثلك خطب |
في ضمير الأحباب يَفْري النعاة |
ليس موت الرجال ختم حياة |
فحياة الرجال تأبى المواتا |
إنما رحلة يكون بها التاريخ |
- حياة أخرى تشوق الرُّواة |
* * * |