يا صاحب الجاه، لا تفنى وجاهتُه |
وراعيَ الخير، لا تشقى رعاياه |
يبلى الملوك ويبلى من وجاهتهم |
وليس يبلى له عِزٌّ ولا جاه |
له على الملك سلطان يَذِلّ له |
عزُّ الملوك، ويحيا بعد محياه |
الحب مصدره والحب مورده |
والدِّين آيته والله سوَّاه |
والبرُّ مهجته، والعفو بهجته |
والحلم فطرته، والخير كَفّاه |
معاذك الله، إني لا أقارنه |
بالناس، جل عن الإنسان معناه |
لكنني أتملاه لنا مثلاً |
يجل بالحق منهم من تملاّه |
دنا إليه وإن لم يَشْأُ غايته |
من قد تمطَّت على التاريخ ذكراه |
صحب تَجَلَّتْ لهم بالخير صحبته |
وعاش فيهم فعاشوا في ثناياه |
عَزَّوا به وأعزُّوه فعزّزهم |
ربُّ البريَّة ربُّ العزَّة الله |
واعتزَّ من خلفهم من سار سيرتهم |
فوق البسيطة: أُخراه ودنياه |
وجاء من بعدهم خَلْفٌ نأى بهمو |
عن قصده سفه الدنيا وبلواه |
ذَلّوا لأهوائهم فانْذَلّ جانبهم |
ومنزل المرء مرماه ومهواه |
ولم نزل نَتَدَلّى في مباذلهم |
حتى ذللنا لمن بالذل قد شاهوا |
وتاه في أرضنا عجباً وعجرفة |
قوم على أرضنا بالأمس قد تاهوا |
ولم يكن نسلهم لكن شراذمةٌ |
من كل فَجٍّ وأمساخٌ وأشباهُ |
ومن تدنّى إلى الدنيا وفتنتها |
أذلّه الحرص، حتى ذلّه الله |
ومن يكن همّه في الأرض شهوته |
تُطِعْ أعادِيَه فيه خزاياه |
قل للدّعاة وقد نامت بصائرهم |
ولَعْلَعَتْ ألسنٌ منهم وأفواه |
الحق يعرف من صَحّت عزائمهم |
ومن تكون لغير الحق دعواه |
والصمت أليق في البلوى بصاحبها |
من خانه الصدق فليكتم بلاياه |
يا صاحب الجاه لا تفنى وجاهته |
وراعيَ الخير، لا يشقى رعاياه |
إني إليك مشوق شَفَّه ظمأ |
البعد أرهقه، والوصل سقياه |
وأنت من تصل الأقصى مودتُه |
فما تضنُّ على القربى سجاياه |
بل أنت أوصيت بالقربى وتسألها |
أجر النبوة معنى أنت فحواه |
تشيع في الكون منه الحبَّ رابطةً |
بين القلوب وتبنيها بمبناه |
إنّي لأستشفع القربى مودّتها |
في الأقربين ونعم الجاه قرباه |
* * * |