بعد حَرّ الجوى، وطول المطاف |
أذن اللّه باللقاء الشافي |
يا حبيبي ومن سواك حبيبي |
حين أعفى النداء من أوصاف |
يا حبيب الورى.. وكلّ محب |
فيك يهوى العُشّاق بالآلاف |
يغبط العاشقين فيك ولا يحـ |
ـسد، بل يلتقون حول المطاف |
يا دواء الأحباب من كل داء |
وغراماً يشفى من الإسفاف |
إن تكن منية الأحبّة في الحب |
وصال الأعطاف بالأعطاف |
فلك الوصل في قلوب أحبا |
ئك رَوْحٌ يَنْدَسّ بين الشِّغاف |
هو حُبٌّ يشيع فلسفة الحب |
فتقوى به قلوب الضِّعاف |
حبك المصطفى سلاح وأمن |
وضياء من المعاني اللّطاف |
فإذا العاشقون فيك سيوفاً |
في يد الله كالريّاح السّوافي |
يعجز الظلم والضلالة عنهم |
رغم سُمٍّ بين الصدور زعاف |
وهمو السيف رقَّة ومضاء |
وهمو الشعر في نسيج القوافي |
يا حبيبي.. طال البعاد وما كا |
ن فِراقاً لكن بِعاد المزار |
وعلى البعد في الديار فما أنت - |
بعيد بل أنت نور الدِّيار |
لو خلا المسلمون منك تخلّى الله |
عنهم في ليلة أو نهار |
فخلوّ القلوب من رحمة الله - |
خلاء من ذاته في صغار |
أنا فيك المشوق، دون أنين |
أنا فيك الولوع بالأشعار |
فغرام النبي نور، وفيض |
وحنين يفوح بالأسرار |
من يلمني فإنني أتشهى |
مثل حبي له ولست أماري |
أتشهى له الغرام بمن أهـ |
ـوى فيسمو لنحو هذا المدار |
فلك دونه الكواكب جمعا |
ء، وما فوقه سوى القهار |
أنت فيه السراج من صنعة - |
الله، إمام الأئمة الأخيار |
ولك المجد في السموات والأر |
ض عطاء من سيد الأقدار |
أنت منه الحبيب والشافع المأ |
ذون تجلّى في العابد الشكار |
كيف هذا.. يقول من يجهل الصنعة |
سراً في أروع الأحوال |
إنه الخالق العظيم تعالى |
صانع الكون في عجيب المثال |
خلق الخلق واصطفاك من الخلـ |
ق، اصطفاء الإنسان بين الجمال |
ثم أعطاك حُبَّه.. منحة القد |
رة حَلًَّتْ على كريم الجلال |
فتجلّى بها العظيم عظيماً |
في عطائين.. من صنيع وحال |
ليَبُثَّ الإنسان معناهما الفذَّ - |
ويغري الورى بهذا الكمال |
ليتنا - معشر البرية - ندري |
لوسعنا الدنيا بخير الخصال |
واستحال الثرى ثراءَ معان |
ونعيمٍ من السفاهة خالي |
يعشق الناس فيه فلسفة الخلـ |
ـق بريئاً من سفسطات المقال |
عملاً مبدعاً، وخلقاً بديعاً |
وغراماً بكل صنع مثالي |
والتقاء بالحب بين كريمـ |
ـين.. صنيع وصانع مفضال |
هكذا شاءك الإله، ولكن |
قَلَّ من يدركون معنى النَّوال |
يا حبيبي.. ولست من يجهل النفـ |
ـس، مقاماً، إذ أَدَّعيك حبيبي |
أنا أهواك، حُبَّ أدنى لأعلى |
ورجائي أن القبول نصيبي |
أنت من أنت. لم تُخَيّب رجاء |
وأنا من أنا. رجاء حبيب |
إن تكن شافع البرية لله - |
فكن شافعي إليك مجيبي |
أسأل الله في رحابك إحسا |
نا يُغَطّي إثمي ويمحو ذنوبي |
أسأل الله في رحابك هديا |
لصواب ونجوة من معيب |
أسأل الله في رحابك للأهـ |
ـل.. شفاء من كل كرب كريب |
أسأل الله في رحابك للوُلْـ |
ـد.. نجاة من كل أمر مريب |
أسأل الله في رحابك للإسـ |
ـلام.. نصراً على الهوى والصليب |
أسأل الله في رحابك للعر |
ب.. وئاماً وماله من مغيب |
أسأل الله في رحابك للدنـ |
ـيا.. سلاماً يَعُمُّ كلَّ الدُّروب |
أسأل الله في رحابك نوراً |
يملأ الكونَ غامراً للقلوب |
* * * |