حنانيك لا لَوْمَاً عليك وإنما |
إليك لدى نجواي ألتمس العُذْرا |
فيا رب هل أذنبتُ ما لا غفرتَه |
وتشهدُ لم أشْركْ ولم أحْمِل الكُفْرا |
وتشهد ما آذيتُ نفساً ولم أكن |
لأفعلَ إلا ما ظننتُ به خَيْرا |
وتشهد ما بي ما يظنون إنما |
على قَدْر أهلِ الكِبْر أَلْتَحِفُ الكِبْرَا |
فيا ربّ إن كان امتحاناً فإنني |
حملت من الأهوال ما يقتل الحُرّا |
ويا ربّ قد كاد اصطباري يخونني |
وقد كنت - قبل اليوم - أستسهل الصبرا |
ويا ربّ أضناني الهوى والجوى معا |
وذقت شؤونَ البَيْن والشرِّ والمُرّا |
ولولا صبايا أفتديهن بالضنى |
لهان عليّ الوُلْدُ يحتمل الضُّرا |
وأعطي حياتي صِبْيَتي غير أنني |
أَضِنُّ بها ذُخْرَ الصبايا وما أحرى |
ولا أشتهي إلا فداء لأمتي |
مماتي إذا كان الممات لها أَقْرى |
ويا ربّ ما طول الحياة رغيبتي |
ولا أكره الدنيا ولا أعشق القبرا |
ولكنْ أمانٍ أشتهيها لأمتي |
وأهلي وسِترٌ في الحياة وفي الأخرى |
وليس مع الإيمان أشهى لمؤمن |
من الموت إن أدنى إليك وإن أَسْرى |
ويا ربّ إن العسر قد طال واستشرى |
أما آن لليُسريْن أن يغلبا العُسْرا |
وأَنْقضَ ظهري الوِزْرُ فاشرح بوضعه |
فؤادي فإني ضِقْتُ من عبئه صدرا |
ويا ربّ قد عودتني الستر رغم ما |
بلوتَ فلا تكشف لخلقك لي سترا |
ويا ربّ إن طأطأت رأسي مُصَلِيّا |
فلا تحْن حتى بالمشيب - له ظَهْرا |
وحاشاك أن ترضى بذلة مؤمن |
يُجِلُّ قضاءَ الله عن مثلها قَدْرا |
ويا ربِّ إن قَدَّرْت لي ذُلَ ساعة |
سألتُك عَوْضَ الذلّ أن تقصف العُمْرا |
* * * |