الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة الأستاذ حمد القاضي ))

ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ الأديب حمد القاضي فقال:

- بسم الله الرحمن الرحيم. أيها الأساتذة الأجلاء أيها الإِخوة الكرام، في ليلة من ليالي الوفاء كان لا بد لي من كلمة صغيرة في سنة الوفاء أولاً أعترف أن عاطفتي قد تتغلب على كلماتي وأنا أتحدث عن هذا الرجل لكنها بحول الله لن تنعطف عن قول الحقيقة.

- الأساتذة الأجلاء الذين تحدثوا عن معالي الأستاذ عبد الله النعيم تحدثوا عنه كأمين لأمانة مدينة الرياض أعطى الكثير والكثير، لكن لعلني أتحدث وباختصار عن جوانب أخرى أعرفها كتلميذ من تلامذة هذا الرجل. كنت أسمع عن معالي الأستاذ عبد الله النعيم عندما كان معلم صبيان في مدينتنا الوادعة مدينة عنيزة، أنه كان يؤدي عمله في المدرسة بإخلاصه الذي لازمه، حتى هذه اللحظة وكان يحرص على تعليم الطلاب بشكل يندر مثيله، وكان أستاذه صالح الناصر الصالح رحمه الله قدوة في هذا الإِخلاص.

- ولهذا فقد كان الأستاذ النعيم مع الأستاذ صالح يدرِّسان الطلاب صباحاً ومساءاً وكانا ممن ساهموا أيضاً في محو الأمية تطوعاً منهما في ذلك الوقت. الأستاذ عبد الله العلي النعيم هناك جوانب أخرى ربما لا يعرفها الكثيرون عنه، ولكن عرفتها بحكم صلتي به. فبعصاميته وصل إلى وظيفة مدير التعليم في منطقة نجد كما كانت تسمى آنذاك وهو لا يحمل الشهادة الابتدائية رغم أنه كان يشغل هذا المنصب الكبير إلاَّ أنه واصل تعليمه وجلس مع الطلاب يؤدي الامتحان حتى تحقق له ما أراد وحصل على شهادة البكالوريوس. وهناك إنسانيته، فبعد أن تعين أميناً لمدينة الرياض حرص على مساعدة الضعفاء، فما تقدم له إنسانٌ ضعيف إلاَّ وقف معه وسانده، فالأستاذ عبد الله النعيم قوي في عمله لكنه وهذا ما يحمد له ضعيف جداً أمام الضعفاء فله جوانب إنسانية كثيرة لولا أني أعرف أن معاليه لا يريد الحديث عنها لتحدثت عنها كثيراً.

- معالي الأستاذ عبد الله النعيم رجل نادر في حماسه، فمنذ تولى أمانة مدينة الرياض وهو يبذل كل ما في وسعه حتى تغيرت صورة الرياض، عما كانت عليه وأصبحت مضرب الأمثال يتحدث عنها من رآها بالإِعجاب. والأستاذ عبد الله النعيم يولي الجميل دائماً في عمله وفي حياته. قال الشاعر:

وكل امرئ يولي الجميل محبب

وكل مكان ينبت العز طيب ⁽¹⁾

- فهذا الرجل يولي الجميل في كثير من عمله ومن أخلاقياته. ومعالي الأستاذ عبد الله النعيم أحب الناس وأحبوه والناس هم شهود الله في أرضه، ولعل النجاح الذي أصابه في عمله كما يقول دائماً هو ثمرة وقوف المسؤولين معه وفي مقدمتهم سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز وزملائه في الأمانة، ومن يأتِ إلى أمانة مدينة الرياض يشعر أن العاملين فيها أسرة واحدة، ومن هنا فكل عامل وكل مهندس وكل إداري يشعر أنه يقوم بعمله مستشعراً أن معالي الأستاذ عبد الله النعيم يقف معه ويسانده. وبمثل هذه الروح الجماعية استطاع أن ينجح وأن يقدم هذا العمل الجليل. والأستاذ عبد الله النعيم أنموذج لهذه العطاءات التي قدمها، والإِخلاص الذي يعيش في قلب وجوانح هذا الرجل كان وراء هذا العطاء لمدينة الرياض ولكل مدن بلادنا، فالأستاذ عبد الله النعيم عاش في كثير من مدن بلادنا، في بدايته عاش معلم صبيان في مدينة عنيزة، ثم في المنطقة الشرقية، ثم عمل في منطقة جدة في سلك التعليم، ثم أخيراً في مدينة الرياض.

- أرجو من معالي الأستاذ عبد الله النعيم أن يقدم تجربته العلمية والعملية في هذا المنتدى لنستمتع بها من ناحية ولنفيد من هذه التجربة، وأكرر الشكر للأستاذ عبد المقصود خوجه على هذا الوفاء النادر فقد كان وفياً لهذا الوطن ووفياً للأوفياء فيه، وشكراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.