شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الشيخ عبد الله بلخير ))
ثم تحدث معالي الشيخ عبد الله بلخير فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. مر بخاطري وأنا في سيارتي منطلقاً بها إلى هذا الحفل الكريم بعد أن علمت منذ مدة بأن الضيف العظيم الذي يكرم في هذا المساء معنا جميعاً هو صاحب المعالي الدكتور النعيم. مرت صور مختلفة متوالية متزاحمة مضطربة بفكري عن الرياض التي ارتبط اسمها أو اسم المكرم في هذا المساء بها. ذلك أنني منذ توظفت في الدولة كنت موظفاً في ديوان الملك عبد العزيز في الرياض، وقضيت فيها ثلاثين عاماً، وأتذكر كيف كان أمرها وكيف كان حالها. وهو شيء يعرفه جميع أهل الرياض وغير أهل الرياض.
- فإذا قارنت ما سمعت بعد ذلك، ثم ما رأيت منذ سبع سنوات عندما ذهبت إلى الرياض بدعوة لحضور مهرجان الجنادرية، وكان يقود سيارتي شاب من منسوبي الحرس الملكي فقال لي في مداخل الرياض: يا عم: أنا لا أعرف الرياض فأي مكان ترغب أن تصل إليه؟ قلت في نفسي على الخبير وقعت اعتقاداً مني أني أعرف كل شبر من الرياض معرفة لا يشاركني فيها مع عدم المؤاخذة كثيرون. إلاَّ إذا كان أحد من الإِخوان الموجودين هنا من أهل الرياض، فقلت له: امشِ، فأجابني سمعاً وطاعةً وانطلق بنا ومنذ الوهلة الأولى تيقنت أن هناك اختلافاً بين ما هو مسجل بذاكرتي عن طرق الرياض وما هو موجود فعلاً، وأخذ السائق يسألني يميناً أم شمالاً وأنا حائر في أمري لا أستطيع الإِجابة على أسئلته.
- وفي طريقنا رأيت بناية كبيرة لم يخطر بخاطري أنني سأراها في حياتي، ولكن ربما يراها أبنائي أو أحفادي. وعندما عجزت عن هدايته قلت له: يا أخي لقد اختلطت عليَّ المداخل فانتظر لنسأل هذا العسكري الواقف عن أحد المعالم المعروفة في الرياض ليرشدنا إليه، ومن ثم يمكننا الوصول إلى المكان الذي نقصده. وسألت العسكري عن فندق اليمامة فقال: إنه بعيد من هنا، ثم سألته عن شارع الخزان، وعن الناصرية فدلني عليهما دلالات لا يمكنني أن أهتدي إليهما. وأخيراً تفضل بإركاب أحد الجنود إلى جانبي بعد أن أعلمته أنني ضيف على الحرس الملكي، أريد أن أحضر الحفلة. فأخذ الجندي يدلّنا على الطريق حتى وصلنا الفندق. تذكرت هذا أو بالأحرى مرَّ على بالي هذه الذكريات عندما قلت لا بد أن أحيّي الضيف الكريم بكلمة والذكريات عن مدينة الرياض وآثارها يطول سردها، ولكنها مع طولها جميلة ومحببة.
- ثم أخذ معالي الشيخ عبد الله بلخير يسرد على الحاضرين مشاهداته منذ عودته من دراسته في بيروت والتحاقه بديوان الملك عبد العزيز رحمه الله مترجماً خاصاً له بالإِضافة إلى عمله كموظف مسؤول عن الاستماع إلى إذاعة برلين ومتابعة الأخبار التي تذيعها وإبلاغها للملك أولاً بأول، وذكر معاليه أن أول مترجم للملك عبد العزيز كان الأستاذ محمد المانع، ثم الدكتور محمد أفندي، ثم معاليه كما ذكر أن الملك عبد العزيز كان يحرص كثيراً على أن يطلع ضيوفه على معالم الرياض في ذلك الوقت، وكان أهم ما فيها المصمك والمستشفى ومحطة الكهرباء وكان هدف معاليه من سرد تلك الذكريات هو بيان الفرق الهائل بين ما كانت عليه مدينة الرياض وما وصلت إليه من تطور شامل في جميع النواحي.
 
- كما أوضح معاليه أنَّ من اهتمام الملك عبد العزيز بمدينة الرياض اختياره الأشخاص الأكفاء بغية تحسينها فقال: لقد طلب الملك عبد العزيز بل بالأصح أملى على رئيس البرقيات في ذلك الوقت الشيخ محمد بن دغيتر - الله يمسّيه بالخير - برقية موجهة لنائبه في الحجاز ابنه فيصل رحمه الله يقول فيها: اختاروا لنا رجلاً كفؤاً ليتولى رئاسة بلدية الرياض، وقد اختار فيصل رحمه الله أحد أفراد عائلة القطان الذين توارثوا أمانة العاصمة المقدسة مكة المكرمة ومنهم الشيخ عباس قطان، وقد اختار فيصل رحمه الله من تلك العائلة الأخ محمود قطان وهو أحد أصدقائي، وقد طلب منه الملك عبد العزيز تغشاه الله برحمته أن يسعى جاهداً لتنظيف مدينة الرياض وإصلاحها دون إرهاق لسكانها. ولم تطل إقامة الأخ محمود قطان، فجاء بعده الشيخ خلفية النَّبْهان، ثم أعقبه الأستاذ طاهر زمخشري رحمه الله، وما قام به هؤلاء في حقل البلدية ما هو إلاَّ بدايات أولية متواضعة، حتى جاء بعدهم سمو الأمير فهد الفيصل، فجاء بما لم تستطعه الأوائل وانفجرت في عهده الانفجارة العظيمة، ومدينة الرياض اليوم التي يصفها الناس أنها من أعظم مدن الشرق الأوسط. وتلك حقيقة كانت حلماً ما كنا نتوقع أننا سنراه. لكننا نراه حقيقة ماثلة أمام أعيننا، ولا ينكر أحد أن لمعالي الضيف يداً في هذا التطور الذي بلغته مدينة الرياض، والذي عرف عنه أنه يأخذ الناس بمكارم الأخلاق وبالأخلاق العربية الأصيلة، ويحرص كثيراً على عدم إهانة المواطنين ومن حسن حظنا أن أمين مدينة جدة موجود بيننا وهو على نفس الخلق، ونسأل الله أن يثبت أمين جدة وأمين الرياض أيضاً على هذه الأخلاق الكريمة ونرحب به والسلام عليكم.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.